”النجاح لا يُرى في الملابس”.. قصة شاب يمني من قاع الوظائف وصل إلى قمة التحصيل العلمي

في عصر تُقاس فيه النجاحات بالمناصب والدرجات الاجتماعية، تأتي قصة إبراهيم صالح كعتر لتُذكّرنا بأن الإرادة الحقيقية لا تُقيَّد بالمهنة، ولا تُرهبها الظروف، بل تصنع من المستحيل حقيقة.
216.73.216.139
قصة بسيطة، لكنها تحمل قوة زلزال – من صندوق النظافة إلى مقاعد الجامعة بدرجة الامتياز. هذه ليست مجرد قصة تخرج، بل رسالة صارخة لكل من يعتقد أن النجاح حكر على الصفوة.
ففي خطوة لافتة أشاد بها الخبراء والمثقفون، أثارت مقالة كتبها الصحفي سليمان مطران حول رحلة كفاح إبراهيم صالح كعتر، عامل النظافة السابق في صندوق النظافة، موجة من التفاعل المجتمعي والاعتراف الأكاديمي والاجتماعي.
المقالة التي نُشرت مؤخرًا، كشفت عن رحلة استمرت أكثر من سبع سنوات من العمل اليومي والعقود المؤقتة في مجال النظافة، قبل أن يتخذ إبراهيم قرارًا جريئًا: التحاقه بكلية التعليم عن بُعد في جامعة سيئون عام 2022م.
وخلال ثلاث سنوات فقط، تمكن إبراهيم من إنهاء دراسته الجامعية في تخصص التمويل والمصارف الإسلامية، ليُحصد في عام 2025م شهادة التخرج بدرجة الامتياز – إنجاز غير مسبوق يُعد مصدر فخر للمنطقة وللقطاعات الشعبية التي طالما ظلت بعيدة عن دائرة الضوء.
صوت الخبراء: دعوة للإلهام المجتمعي
الأستاذ الدكتور أنور باسيف، رئيس مؤسسة قلب الوطن للتنمية المستدامة، علّق على القصة بحماس بالغ، مُشيرًا إلى أنها "نموذج حي على أن الطموح لا يُحدّد بالمهنة، ولا يُسجَن في إطار الصور النمطية".
وقال باسيف في تصريحات صحفية:"إبراهيم صالح يجسد المعنى الحقيقي لعبارة: 'الطموح لا تحده المهن ولا تحكمه النظرات السلبية'، لقد أثبت أن التعليم حق للجميع، وأن النجاح ليس حكرًا على من وُلد في ظروف ميسورة، بل هو متاح لكل من يمتلك الإرادة والعزيمة."
كما دعا الدكتور باسيف إلى استضافة إبراهيم في البرامج الإعلامية والإذاعية، معتبرًا أن هذه الخطوة "ستسهم في ترسيخ ثقافة الاحترام والتقدير لعمال النظافة، الذين يمثلون ركيزة أساسية في بنية المجتمع، رغم أنهم غالبًا ما يُهملون."