”طالبة تتحدى الحصار برسم لوحة من الألم والخيط.. والنتيجة صدمة الجميع!”

في لفتة فنية إنسانية مؤثرة، قدّمت طالبة من مدينة تعز عملاً فنياً استثنائياً ضمن فعاليات معرض "متحف الذاكرة"، حيث عبّرت من خلال لوحة مُتقنة مرسومة بالخيوط عن سنوات الحصار المريرة التي تعيشها المدينة، مستخدمة الفن كوسيلة للصوت والمقاومة والصمود.
216.73.216.139
اللوحة، التي لفتت أنظار الحضور ولفتت اهتمام الزوار منذ اللحظات الأولى من افتتاح المعرض، تميّزت بلغة تعبيرية بصرية مبتكرة، جسّدت معاناة السكان المدنيين، خصوصاً الأطفال والنساء، جراء الحصار المفروض على تعز منذ سنوات.
وقد استخدمت الطالبة الخيوط بألوان متعددة لتشكيل صور رمزية للحياة اليومية تحت الحصار، من طوابير الانتظار على المياه، إلى المدارس المغلقة، والأسر التي تكافح من أجل البقاء، كل ذلك ضمن تكوين بصري دقيق يحمل طابعاً شعرياً وعاطفياً عميقاً.
وأثار العمل الفني إعجاب الحاضرين، الذين أشادوا بقدرة الشابة على ترجمة الألم الجمعي إلى رسالة إنسانية نابضة بالحياة، تعكس إرادة أبناء تعز على التحدي، وتحويل المعاناة إلى مصدر للإبداع. ووصف كثير من الزوار اللوحة بأنها "نداء صامت يلامس القلوب قبل العيون"، مشيدين بجرأة التعبير وعمق الرؤية الفنية.
من جهتهم، أكد القائمون على معرض "متحف الذاكرة" أن مشاركة الطالبة تمثل إضافة نوعية للمسار الفني للمعرض، الذي يسعى إلى تسليط الضوء على قضايا المجتمع من خلال الفن التعبيري، بعيداً عن الخطابات التقليدية. وأشاروا إلى أن الفن، في ظل الأزمات، يصبح وسيلة حيوية للتوثيق والتعبير، ووسيلة لتمكين الضحايا من سرد قصصهم بلغة الجمال والرمز.
وأوضح المنظمون أن اختيار العمل الفني للعرض يندرج ضمن رؤية أوسع تهدف إلى دعم الشباب الموهوبين، خصوصاً من المناطق المتضررة، وإعطائهم مساحة للتعبير عن هموم مجتمعاتهم، وتحويل معاناتهم إلى طاقة إبداعية تُلهِم الآخرين.
واعتبرت مشاركة الطالبة من تعز نموذجاً حياً على قدرة الفن على تجاوز حدود الكلمات، وتوثيق التاريخ من منظور إنساني، في وقت تستمر فيه معاناة المدينة، لكن إرادة أبنائها، كما تُظهر هذه اللوحة، لا تزال تنمو بين الركام، مُضيئة دروب الأمل بالإبداع والعزيمة.