تعليق الدراسة أسبوعًا كاملاً في تعز بعد وفاة طالبة بوباء الكوليرا.. هل تتحول المدرسة إلى بؤرة وبائية؟

في تطور مقلق يعكس تفاقم الأوضاع الصحية والإنسانية في محافظة تعز، أُعلن رسميًا عن تعليق الدراسة في مدرسة عقبة بن نافع الأساسية بالحيمة العليا لمدة أسبوع كامل، وذلك في أعقاب تفشي سريع لوباء الكوليرا داخل أروقة المدرسة ومجتمعها المحيط.
216.73.216.139
ووفق مصادر محلية وتعليمية موثوقة، جاء القرار بعد تسجيل حالة وفاة مروعة لطالبة في المرحلة الابتدائية، تليها وفاة شخصين آخرين من أبناء المنطقة، يُشتبه بوفاتهما نتيجة إصابتهما بالكوليرا، ما أثار حالة من الذعر بين أولياء الأمور والمعلمين على حد سواء.
إغلاق المدرسة وإنذار صحي عاجل
أكدت مصادر تعليمية في مكتب التربية والتعليم بمحافظة تعز أن قرار تعليق الدراسة تم اتخاذه بشكل استباقي لمنع تفشي المرض بين الطلاب، مشيرة إلى أن الفرق الصحية المختصة بدأت على الفور بحملة تعقيم واسعة داخل المدرسة وحول المباني السكنية المجاورة.
"لقد تم إبلاغ الجهات الصحية والسلطة المحلية بالوضع الطارئ، ونحن نتعاون مع مكتب الصحة لتقييم الوضع واتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة"، صرح مصدر تعليمي.
مضيفًا: "الوضع حرج، ولا يمكن التهاون مع أي حالة اشتباه".
وأشارت المصادر إلى أن العشرات من الطلاب يعانون من أعراض الإصابة بالكوليرا، مثل الإسهال الشديد والقيء، وقد تم نقل بعض الحالات إلى مراكز صحية مجاورة لتلقي العلاج الفوري.
الكوليرا يعود بقوة إلى تعز: بيئة مثالية للوباء
تُعد هذه الحالة واحدة من أخطر التفجيرات الوبائية في المنطقة خلال العام الجاري، خاصة في ظل تدهور البنية التحتية للصرف الصحي، وندرة المياه الصالحة للشرب، وانهيار النظام الصحي في مناطق كثيرة من تعز.
وبحسب تقارير منظمة الصحة العالمية لعام 2023، سجّل اليمن أكثر من 60,000 حالة اشتباه بالكوليرا، وتُعد تعز من بين أكثر المحافظات تضررًا بسبب الكثافة السكانية العالية والظروف المعيشية الصعبة.
وتشير التقديرات إلى أن أكثر من 70% من المدارس في المناطق الريفية بتعز تعاني من نقص حاد في مياه الشرب النظيفة ومرافق الصرف الصحي، ما يجعلها بيئة خصبة لانتشار الأمراض المنقولة بالماء.