خبير اقتصادي: فقاعة سعرية وراء صعود الريال اليمني وهذه الإجراءات فجّرتها

أثرت التقلبات الأخيرة في أسعار صرف العملات الأجنبية على الحياة الاقتصادية للمواطنين في اليمن، مع تسجيل السوق المحلية انخفاضات حادة مطلع الأسبوع الماضي قبل أن تعود الأسعار إلى نطاق البنك المركزي في عدن بين 425 و428 ريالًا للريال السعودي.
ووفقًا للخبير الاقتصادي وحيد الفودعي، فإن التراجع الحاد ثم الاستقرار الحالي يعكس تقلبات نتيجة توقف صادرات النفط وشح تدفقات العملة الصعبة، إضافة إلى مضاربات واسعة في السوق أدت إلى تجاوز الأسعار لمستوياتها الاقتصادية الطبيعية، حيث وصل سعر الريال السعودي إلى 760 ريالًا في ذروته.
وفي تحليل اقتصادي مفصل نشره على حسابه بمنصة فيسبوك، وصف الخبير اليمني وحيد الفودعي الارتفاع الحاد في سعر صرف الريال اليمني مقابل الريال السعودي حتى نهاية يوليو بأنه "فقاعة سعرية"، مؤكدًا أن المضاربة كانت العامل الأبرز وراء هذا الصعود، إلى جانب عوامل اقتصادية مثل توقف صادرات النفط وشح تدفقات العملة الصعبة.
وأوضح الفودعي أن وصول السعر إلى مستوى 760 ريالًا للسعودي لم يكن مبررًا اقتصاديًا، بل مدفوعًا بتوقعات غير واقعية وسلوكيات مضاربية، مشيرًا إلى أن الفقاعة كانت بانتظار محفز خارجي لتنفجر، وهو ما تحقق عبر الإجراءات الاحترازية التي اتخذها البنك المركزي والحكومة، مثل تشديد الرقابة على الصرافين، إغلاق المخالفين، تقنين التعامل بالنقد، وتشكيل لجنة الاستيراد.
وبحسب التحليل، فإن هذه الإجراءات أدت إلى انهيار السعر سريعًا إلى نطاق يتراوح بين 425 و428 ريالًا مقابل الريال السعودي، وهو ما اعتبره الفودعي تثبيتًا رسميًا من البنك المركزي، وإنهاءً لحقبة طويلة من التعويم الحر.
وأشار إلى أن هذا الهبوط المفاجئ ولّد موجة تفاؤل شعبي وأكسب الحكومة والبنك مكاسب سياسية، لكنه في المقابل أضرّ بفئات واسعة من السكان، خاصة المغتربين، كما انعكس سلبًا على الإيرادات الحكومية بالعملة المحلية.
واعتبر الفودعي أن النطاق الجديد يُعد قريبًا من السعر التوازني وقابلًا للدفاع عنه على المدى المتوسط، لكنه يظل عرضة لتقلبات موسمية قد تفرض تعديلًا صعودًا أو هبوطًا. وعلى المدى الطويل، رجّح أن يعود السعر للارتفاع تدريجيًا فوق هذا النطاق، في ظل استمرار الضغوط البنيوية وضعف موارد النقد الأجنبي.
وفي ما وصفه بـ"يومي النكبة"، أشار الفودعي إلى أن الهبوط الإضافي في السعر كان نتيجة مضاربة عكسية مدفوعة بشح السيولة وعوامل سياسية تقودها جماعة الحوثي، بهدف إحراج البنك المركزي واللجنة الاقتصادية. وحذّر من أن مجاراة السوق وتثبيت سعر أدنى كان سيؤدي إلى عواقب وخيمة على الاستقرار النقدي.
كما أشاد بقرار البنك المركزي بتحويل مشتريات البنوك والصرافين خلال يومي الاضطراب إلى خزائنه مباشرة، معتبرًا أن ذلك حال دون تحقيق مكاسب غير شرعية، وأسهم في تأديب المضاربين، رغم الأسف لمن اضطر من المواطنين للبيع تحت ضغط الحاجة.
وختم الفودعي تحليله بالتأكيد على أن استقرار السعر يتطلب تكاتف الجهود الحكومية مع البنك المركزي والمجتمع، إلى جانب إصلاحات اقتصادية إضافية، أبرزها استئناف تصدير النفط أو الحصول على دعم خارجي يعزز الاحتياطيات النقدية، مشددًا على أن توصياته سترفع إلى صناع القرار.
واليوم السبت جاءت أسعار صرف العملات الأجنبية مقابل الريال اليمني، في عدن وصنعاء:
أسعار الصرف في عدن:
الدولار الأمريكي: 1617 ريالًا للشراء - 1630 ريالًا للبيع.
الريال السعودي: 425 ريالًا للشراء – 428 ريالًا للبيع.
أسعار الصرف في صنعاء:
الدولار الأمريكي: 535 ريالًا للشراء – 540 ريالًا للبيع.
الريال السعودي: 140 ريالًا للشراء – 140.5 ريالًا للبيع.
216.73.216.139