الإثنين 8 سبتمبر 2025 02:55 مـ 16 ربيع أول 1447 هـ
المشهد اليمني
رئيس التحرير عبد الرحمن البيل
Embedded Image
×

”اتصل بي رئيس وزراء كندا شخصياً... لم أصدق ما سمعته!” – قصة ترحيب غير مسبوق بعائلة يمنية

الإثنين 8 سبتمبر 2025 12:01 صـ 16 ربيع أول 1447 هـ
المواطن اليمني
المواطن اليمني

في لفتة إنسانية نادرة تُجسد سياسة الترحيب والاندماج التي تنتهجها كندا تجاه الوافدين الجدد، تلقى الناشط الحقوقي اليمني البارز جمال الغراب اتصالاً هاتفياً مباشراً من ديفيد إيبي، رئيس وزراء مقاطعة بريتش كولومبيا، لإبلاغه بتهنئة رسمية على وصول ستة من أفراد عائلته من اليمن إلى مدينة فانكوفر، وانضمامهم رسمياً إلى المجتمع الكندي كمواطنين جدد.

216.73.216.139

القصة بدأت باتصال غير متوقع من مكتب رئيس الوزراء، حيث تحدث شخص مُعرّف نفسه كموظف رسمي في مكتب ديفيد إيبي، وأبلغ جمال أن رئيس الوزراء يرغب في التحدث إليه مباشرة. ووفق رواية جمال، فإن أول رد فعل له كان الشك، إذ اعتقد أن الاتصال قد يكون جزءاً من عملية احتيال، ما دفعه إلى إنهاء المكالمة فوراً.

لكن التأكيد جاء سريعاً، حيث تلقى جمال اتصالاً ثانياً من مدير حالة في إحدى المنظمات الشريكة مع الحكومة الكندية، والتي تُعنى بدعم وتسهيل إجراءات استقرار الوافدين الجدد. خلال هذا الاتصال، تم توضيح طبيعة المكالمة الأولى، مؤكداً أن الاتصال من رئيس الوزراء حقيقي وله طابع احتفالي وترحيبي.

بعد تبديد الشكوك، أجرى جمال مكالمة هاتفية مع ديفيد إيبي، الذي استهل حديثه بالاعتذار عن سوء الفهم، ثم انتقل إلى تقديم التهاني الحارة باسم الحكومة وشعب المقاطعة. وقال رئيس الوزراء: "أهنئ كندا بانضمام عائلتك إلى مجتمعنا، وأهنئكم أيضاً على وصولكم إلى بلدكم الجديد كندا"، في تعبير يعكس اعتزاز كندا بالتنوع والانفتاح، ويرى فيه الوافدين الجدد ليس فقط كمستفيدين من سياسات الهجرة، بل كجزء فاعل من بناء النسيج الاجتماعي.

وأعرب إيبي عن أسفه لعدم إبلاغه مسبقاً بوصول العائلة، مشيراً إلى أنه كان من المفترض أن يتم تنظيم استقبال رمزي في مطار فانكوفر، يُرافقه تغطية إعلامية مناسبة، لتسليط الضوء على هذه اللحظة المهمة في حياة العائلة، ولإبراز التزام كندا بدعم اللاجئين والمضطهدين حول العالم.

وفي ختام المكالمة، تمنى رئيس الوزراء لجمال وأفراد عائلته حياة كريمة ومستقرة في كندا، وشكره على مواقفه الإنسانية ونشاطه الحقوقي، الذي أكسبه احترام العديد من المؤسسات الدولية.

من جانبه، عبّر جمال الغراب عن امتنانه البالغ لهذه المبادرة غير المسبوقة، مشيداً بـ"اللمسة الإنسانية والرقي المؤسسي" الذي تميّزت به المكالمة. وقال: "كلمات رئيس الوزراء كانت مشجعة جداً، مليئة بالنصائح الطيبة والتفاؤل، وجعلتني أشعر أننا حقاً في بيت جديد يقدّر الإنسان ويحترم كرامته".

وأضاف جمال أن هذا الاتصال لا يعكس فقط اهتماماً حكومياً بالوافدين الجدد، بل يُعد رسالة قوية عن طبيعة المجتمع الكندي المفتوح والشامل، الذي لا يكتفي بمنح اللجوء، بل يعمل على بناء جسور الاندماج منذ اللحظة الأولى.

ويُنظر إلى هذه الواقعة على أنها نموذج فريد من نوعه في العلاقة بين صناع القرار والمواطنين، خاصة من الفئات التي تأتي من مناطق نزاع أو تشهد ظروفاً إنسانية صعبة. كما تُظهر التزام حكومة بريتش كولومبيا بسياسات الهجرة الذكية والإنسانية، التي تدمج بين الدعم العملي والرعاية المعنوية.

ويُذكر أن جمال الغراب، المعروف بنشاطه الحقوقي في الدفاع عن حقوق الإنسان في اليمن، قد واجه مخاطر جسيمة بسبب مواقفه، قبل أن يُسمح له ولعائلته بالهجرة إلى كندا في إطار برامج اللجوء الإنساني. ويعتبر وصول ستة من أفراد عائلته إلى فانكوفر وحصولهم على الجنسية الكندية خطوة مهمة في مسيرة إعادة بناء حياتهم في بيئة آمنة ومستقرة.

هذه الواقعة تُعيد التذكير بقيمة اللمسات الإنسانية في السياسة، وتُظهر كيف يمكن للقيادة أن تصنع فرقاً كبيراً من خلال بادرة بسيطة لكنها عميقة الأثر: مكالمة هاتفية من رئيس وزراء لمواطن جديد، يقول له: "أهلاً بك في كندا".

موضوعات متعلقة