إسرائيل تخسر دعم حلفائها مع تصاعد عدوانها على غزة

كشف الكاتب والمحلل السياسي باراك رافيلد، صاحب كتاب "سلام ترامب"، عن أن الاحتلال الإسرائيلي يخسر بشكل متسارع دعم أبرز حلفائه الدوليين نتيجة مواصلة عدوانه العسكري على قطاع غزة. وأشار إلى أن الدول الغربية، التي لطالما كانت داعمة لإسرائيل، بدأت في الابتعاد عنها علنًا، رافضة استمرار قصف المدنيين وتجميد المساعدات الإنسانية التي يحتاجها سكان غزة بشدة.
تصريحات دولية حادة تندد بالحكومة الإسرائيلية
أبرز رافيلد التصعيد الدبلوماسي الذي قادته عدة دول كبرى، حيث أصدر كل من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيس الوزراء الكندي مارك كارني، ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر بيانًا مشتركًا هاجموا فيه الحكومة الإسرائيلية قائلين: "لن نقف مكتوفي الأيدي بينما تستمر حكومة نتنياهو في هذه الأعمال الفظيعة". وهدد البيان باتخاذ خطوات عملية إذا لم تتوقف إسرائيل عن هجومها وترفع الحصار عن المساعدات الإنسانية.
عقوبات أوروبية وتجميد العلاقات التجارية
في خطوة غير مسبوقة، قررت المملكة المتحدة تعليق مفاوضاتها التجارية مع إسرائيل، كما أعلنت فرض عقوبات على عدد من المستوطنين الإسرائيليين الذين ثبت تورطهم في اعتداءات عنيفة على الفلسطينيين. وتأتي هذه الإجراءات لتضيف ضغطاً كبيراً على حكومة نتنياهو، التي أصبحت تواجه عزلة دبلوماسية متصاعدة.
مؤتمرات وتحركات للاعتراف بدولة فلسطين
وتوقع رافيلد أن تستضيف فرنسا، بالشراكة مع المملكة العربية السعودية، مؤتمراً الشهر المقبل يهدف لدعم تنفيذ حل الدولتين والاعتراف بالدولة الفلسطينية. وتُعد هذه الخطوة جزءاً من توجه دولي متنامٍ يدعو إلى تسوية عادلة وشاملة للصراع الفلسطيني الإسرائيلي. وكانت إسبانيا قد سبقت هذا التوجه العام الماضي، باعترافها الرسمي بدولة فلسطين، إلى جانب كل من النرويج وأيرلندا.
الاتحاد الأوروبي يعيد النظر في علاقاته مع تل أبيب
ضمن ردود الفعل الأوروبية، أيد 17 من أصل 27 وزير خارجية في الاتحاد الأوروبي اقتراحاً تقدمت به هولندا يدعو إلى إعادة النظر في اتفاقية التجارة والتعاون مع تل أبيب، في رسالة واضحة إلى إسرائيل بأن استمرار سياساتها سيكلفها ثمنًا باهظًا على الساحة الدولية. كما وصف رئيس الوزراء الإسباني، بيدرو سانشيز، إسرائيل بأنها "دولة إبادة جماعية"، مطالبًا بمنعها من المشاركة في مسابقة الأغنية الأوروبية، في إشارة رمزية إلى عزلة ثقافية متوقعة كذلك.
تشير هذه التطورات المتسارعة إلى أن إسرائيل تواجه أكبر أزمة دبلوماسية منذ سنوات، وقد يؤدي تمسكها بالحل العسكري إلى فقدان ما تبقى من حلفائها في العالم، خاصة في ظل تنامي الاعتراف الدولي بحق الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة.