الكنيسة القبطية الأرثوذكسية تحتفل الخميس المقبل ببدء السنة القبطية الجديدة لعام 1742”

تبدأ الكنيسة القبطية الأرثوذكسية يوم الخميس المقبل الموافق 11 سبتمبر 2025 الاحتفال بـ عيد النيروز، الذي يُمثل رأس السنة القبطية وبداية عام 1742 للشهداء، وفقًا للتقويم القبطي الذي يعود بجذوره إلى الحضارة المصرية القديمة، ويُستخدم حتى اليوم في تحديد المواسم الزراعية والأعياد الدينية.
216.73.216.139
التقويم القبطي هو تقويم شمسي نشأ من التقويم المصري القديم، الذي وضعه الفراعنة لتنظيم الزراعة ومواسم الفيضان. ومع دخول العصر البطلمي، تم تعديله ليُعرف بـ"التقويم الإسكندري"، ثم تبنّته الكنيسة القبطية ليصبح تقويمها الرسمي منذ عام 284 ميلادية، وهو العام الذي بدأ فيه حكم الإمبراطور دقلديانوس، المعروف بعصر اضطهاد المسيحيين، ومن هنا جاءت تسمية التقويم بـ"تقويم الشهداء".
يتكون العام القبطي من 13 شهرًا: 12 شهرًا مدة كل منها 30 يومًا، بالإضافة إلى شهر صغير يُعرف باسم النسيء، مدته 5 أيام في السنوات البسيطة و6 أيام في السنوات الكبيسة، ويُستخدم لاستكمال السنة الشمسية.
السنة القبطية
عيد النيروز يُحتفل به في أول يوم من شهر توت، وهو أول شهور السنة القبطية، ويحمل اسم الإله المصري القديم تحوت، إله الحكمة والمعرفة. ويُعد النيروز مناسبة مزدوجة: فهو عيد ديني يُخلّد ذكرى الشهداء الذين ضحوا بحياتهم من أجل الإيمان، وعيد زراعي يُمثل بداية السنة الزراعية الجديدة، حيث كان المصريون القدماء يربطونه بفيضان النيل، مصدر الحياة والخصوبة.
طقوس الصلاة
تبدأ الاحتفالات الكنسية برفع بخور العشية مساء الأربعاء، ثم تُقام صلوات القداس الإلهي صباح الخميس، وتُتلى خلالها قراءات وأناشيد خاصة بالمناسبة، تُستخدم فيها نغمة الفرح. كما تُزين الكنائس بـ أغصان النخيل والريحان، رمزًا للحياة والانتصار، وتُرتل الألحان القبطية المرتبطة بالشهداء وببداية عام جديد مملوء بالرجاء والبركة2.
وتعتبر كلمة "نيروز" مشتقة من الكلمة القبطية "ني يارؤو" وتعني "الأنهار"، في إشارة إلى ارتباط العيد بفيضان النيل. ومع دخول اليونانيين، حدث تحريف لغوي جعل البعض يظن أن الكلمة فارسية الأصل، رغم أنها مصرية خالصة.
ويُطلق على شهر توت أيضًا اسم "شهر الحكمة"، نظرًا لارتباطه بالإله تحوت، ويُعد من أكثر الشهور التي تحمل رمزية دينية وزراعية في مصر، حيث تبدأ فيه دورة الفصول الزراعية الثلاثة: الفيضان، والبذار، والحصاد.
ويعد تقويم يحتفظ بجذور التاريخ ويواكب الزمن في ظل احتفال الكنيسة القبطية بعيد النيروز، يُجدد المصريون ارتباطهم بتاريخهم العريق، الذي يجمع بين الإيمان والهوية الزراعية، ويُجسد استمرار حضارة عمرها آلاف السنين. ومع بداية عام 1742 قبطيًا، يحمل هذا التقويم رسالة روحية وثقافية تدعو إلى التأمل في الماضي، والانطلاق نحو مستقبل مملوء بالرجاء والبركة.
أقراأيضا: ارتفاع جديد في أسعار الأسماك والجمبري يربك الأسواق المصرية | المشهد اليمني