الثلاثاء 9 سبتمبر 2025 11:42 مـ 17 ربيع أول 1447 هـ
المشهد اليمني
رئيس التحرير عبد الرحمن البيل
Embedded Image
×

FDA توافق على تجارب سريرية تاريخية لزراعة الكلى المعدلة وراثيًا من الخنازير

الثلاثاء 9 سبتمبر 2025 10:08 مـ 17 ربيع أول 1447 هـ
الكلى المعدلة وراثيًا
الكلى المعدلة وراثيًا

أعلنت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية موافقتها على بدء أول تجارب سريرية لزراعة الكلى من الخنازير المعدلة وراثيًا في البشر، في خطوة وُصفت بأنها اختراق طبي قد يفتح آفاقًا جديدة لعلاج مرضى الفشل الكلوي، وجاءت هذه الموافقة بعد سنوات من الأبحاث المكثفة التي سعت لتقليل الفجوة بين الطلب الكبير على الأعضاء البشرية وقلة المتبرعين.

إنجاز علمي بارز

216.73.216.105

أكدت إحدى شركات التكنولوجيا الحيوية الأمريكية، المتخصصة في تطوير الخنازير المعدلة وراثيًا، أن موافقة هيئة الغذاء والدواء جاءت لتسمح رسميًا بالانتقال من نطاق التجارب المحدودة إلى التجارب السريرية المنظمة، وتُظهر النتائج الأولية نجاح عملية زرع كلية خنزير لرجل يبلغ من العمر 67 عامًا، حيث استمر العضو المزروع بالعمل لمدة تجاوزت سبعة أشهر، وهو إنجاز غير مسبوق في هذا المجال.

تقنية تعديل الجينات ودورها

تُجرى عمليات تطوير هذه الكلى عبر تقنيات متقدمة لتحرير الجينات مثل CRISPR/Cas9، حيث يتم تعديل الحمض النووي للأجنة قبل الولادة، وتشمل التعديلات إزالة الجينات التي تسبب رفضًا مناعيًا قويًا، وتعطيل الفيروسات الحيوانية التي قد تنتقل للإنسان، وإضافة جينات بشرية لتحسين التوافق مع الجهاز المناعي، هذه الخطوات تجعل الأعضاء الحيوانية أكثر شبهًا بالأعضاء البشرية من الناحية الخلوية.

من الاستخدام الرحيم إلى التجارب السريرية

كانت عمليات الزرع السابقة التي أجريت في الولايات المتحدة تندرج تحت بند "الاستخدام الرحيم"، المخصص للحالات الحرجة التي لا يتوافر لها بدائل علاجية، لكن مع هذه الموافقة الرسمية، يمكن الآن اختبار الأمان والفعالية على نطاق أوسع، بما يسمح بتقييم علمي دقيق لنتائج هذه الأعضاء المعدلة وراثيًا.

تحديات الرفض والمستقبل الموعود

يبقى خطر رفض الجسم للعضو المزروع أبرز التحديات أمام نجاح عمليات زراعة الكلى من الخنازير المعدلة وراثيًا، حيث قد يظهر الرفض في الأسابيع الأولى أو بعد سنوات، ويحتاج المرضى إلى تناول أدوية مثبطة للمناعة لتقليل احتمالات الفشل ومع ذلك، يرى الأطباء أن هذه التقنية يمكن أن تمنح المرضى وقتًا ثمينًا ريثما يتوفر عضو بشري مطابق.

آفاق المستقبل

يتوقع الباحثون أن تُغير هذه التجارب مستقبل زراعة الأعضاء خلال السنوات المقبلة، خاصة وأن آلاف المرضى ينتظرون لسنوات من أجل متبرع بشري، ورغم أن الطريق لا يزال طويلاً، فإن ما تحقق حتى الآن يعزز الآمال في أن تصبح هذه التقنية حلًا عمليًا لمشكلة النقص المزمن في الأعضاء.