الارهابي أحمد حامد.. الوجه المبتسم للفساد الحوثي والعقل المدبر لسرقة الدولة (19-20)

لا شيء يفضح مشروع المليشيات الحوثية مثل وجوه رجاله الذين يتخفون خلف البدلات الرسمية ويحاولون التظاهر بأنهم رجال دولة ووسط هذا القطيع الملوث يطل الأرهابي أحمد محمد يحيى حامد الوجه المبتسم الذي يوقع القرارات بيد بينما يذبح الوطن بالأخرى وهو ذلك النوع من المسؤولين الذين يتقنون لعبة الأقنعة يتحدث عن الدولة بلغة رنانة لكنه لا يرى فيها سوى مكتب صغير تابع لزعيم المتمردين في كهوف مران بصعدة ويقدم نفسه كسياسي ومدير ومهندس للإدارة بينما هو في الحقيقة هو أداة طيعة في يد مشروع طائفي عنصري سلالي امامي رجل لا يقف على الجبهة لكنه يممولها لا يطلق النار لكنه يحدد متى وأين يسقط الدم ومن هنا تبدأ حكاية الارهابي أحمد حامد الحكاية التي تكشف كيف يمكن لابتسامة باردة أن تخفي وراءها أكثر العقول فساد وقذارة.
216.73.216.105
نشأ الارهابي حامد في بيئة مسكونة بالخرافة السلالية حيث لا يربى الفرد على حب الوطن بقدر ما يربى على خدمة الحق الإلهي للسلالة وخرج متشرب بفكرة أن الدولة ليست سوى غنيمة وأن المناصب ليست خدمة عامة وانما امتياز وراثي يُمنح للموالين هذه التربية جعلته مؤهلا ليكون الواجهة الإدارية للمليشيات والوجه الذي يوقع القرارات ويدير المؤسسات بينما القرار الحقيقي يأتي من مران وصعدة وتحول إلى لاعب أساسي رجل يمسك بالخيوط ويربط بين السياسة والإعلام والمال حتى صار اسمه مقترن بالفساد والولاءات المشبوهة.
في الظاهر يتحدث الارهابي حامد بلغة السياسة والإدارة ولكن خلف هذه الواجهة يكمن سجل أسود من الجرائم والانتهاكات وتحت إشرافه جرى تفريغ مؤسسات الدولة من كوادرها الوطنية وإحلال الولاءات الطائفية محلها ولم يترك مؤسسة إلا وأغرقها برجال السلالة والمقربين من المليشيات الحوثية وحول الوظيفة العامة إلى بطاقة ولاء تمنح لمن يسبح بحمد الارهابي عبدالملك الحوثي وتسحب ممن يعارض هذا التدمير المنهجي لبنية الدولة لم يكن خط عرضي وانما جزء من خطته لتهيئة المؤسسات لتكون هياكل خاوية تخدم مشروع المليشيات.
أما في مجال الإعلام فقد لعب الارهابي حامد الدور الأخطر لم يكن مسؤول عن قناة أو صحيفة وانما أصبح عراب ماكينة الدعاية الحوثية وهو الذي نسق الحملات الإعلامية المضللة وهو الذي أشرف على تسويق الأكاذيب في الداخل والخارج مقدما الحوثي كمقاومة وطنية بينما هو في الحقيقة أداة إيرانية ولقد أتقن الرجل لعبة الكذب السياسي حتى صار الوجه الإعلامي غير المعلن للمليشيات يعيد صياغة الخطاب ويخفي الجرائم تحت عناوين براقة وكل ذلك لم يكن إلا جزء من وظيفة أساسية أن يمنح المشروع الارهابي الحوثي صورة دولة بينما هو في الحقيقة عصابة ارهابية مسلحة.
أخطر أدوار الارهابي حامد كان في ربط الداخل بالخارج بحكم موقعه في مكتب الرئاسة المختطفة صار صلة الوصل مع الدوائر الإيرانية وحزب الله ينقل الرسائل ويمهد للاتفاقيات ويضمن أن تبقى صنعاء مرتبطة عضويا بطهران وكان أحد أهم مهندسي تحويل القرار السياسي اليمني إلى ملحق في أجندة إيران الإقليمية وفي هذا السياق لم يتردد في استخدام موارد الدولة وعلاقاتها لمصلحة المليشيات متجاهلا أن ما يفعله هو خيانة صريحة للوطن.
الفساد الذي ارتبط باسمه ليس ترف شخصي وانما منهج فقد أشرف على صفقات مشبوهة وأدار عمليات نهب منظمة للمال العام واستخدم منصبه لتوزيع الثروة على شبكة الولاءات وكل مشروع اقتصادي أو استثماري لا يمر إلا عبر دائرته وكل قرار مالي كبير لا يتخذ إلا بموافقته وبهذا المعنى اصبح الارهابي أحمد حامد أحد أكبر لصوص الدولة في التاريخ اليمني الحديث لص يبتسم بلغة الإدارة بينما يسرق باسم القانون.
لقد أدرك الارهابي عبدالملك الحوثي أن الرجل يشكل ركيزة صلبة في حكمه لذلك منحه صلاحيات تتجاوز حتى رئيس الوزراء نفسه لم يكن موظفا تحت سلطة الحكومة وانما مشرفا فعليا عليها الآمر الناهي الذي لا يجرؤ أحد على معارضته كما صنع لنفسه مكانة الساعد الأيمن للحوثي حتى اصبح اسمه مقترن بعبارة الرجل القوي في حكومة المليشيات الحوثية وهذه القوة لم يكتسبها بكفاءته وانما بقدرته على الفساد والقمع وتثبيت الولاءات.
وعندما نتأمل في شخصية الارهابي أحمد محمد حامد ندرك أننا أمام تجسيد آخر للهاشمية السياسية لكنها هذه المرة بثوب الإدارة والسياسة وهو الوجه الذي يوقع القرارات ويوزع المناصب ويضبط الإعلام ويتحكم بالمال لكنه في الحقيقة لا يمثل إلا صورة واحدة لمشروع أكبر مشروع يريد أن يظهر نفسه دولة حديثة بينما يعيش على النهب والقمع والكذب فحامد انعكاس لمنظومة كاملة تدار بعقلية الوصاية السلالية حيث يتحول الوطن إلى مكتب خاص والشعب إلى موظفين لدى الارهابي عبدالملك الحوثي.
وعندما يكتب اليمنيون تاريخ هذه المرحلة سيذكرون الارهابي أحمد حامد ليس كمسؤول في حكومة الانقلاب وانما كرمز للخيانة والفساد رجل لم يطبق رصاصة لكنه ساهم في قتل الوطن لم يخرج إلى الجبهات لكنه مولها وأدارها من مكتبه لم يعتقل بيده لكنه وقع على قرارات حولت البلاد إلى سجن كبير وسيبقى اسمه شاهد على مرحلة سوداء كان فيها اليمن يدار بعقلية السلالة وبأدوات الخداع عندما يتحدث المسؤول بلغة الدولة بينما يعمل كذراع لمليشيات وعندما يتحول المنصب العام إلى أداة لسرقة المستقبل.