”بئر ماء أم حرب قبائل؟ ما الذي دفع الحوثي لضرب نساء في عمران؟”

أثار مقطع فيديو مصور انتشر بشكل واسع على منصات التواصل الاجتماعي، موجة غضب شعبي وقبلي غير مسبوقة، بعد أن كشف عن قيام عناصر من مليشيات الحوثي باقتحام منطقة بيت الفقيه في مديرية بني صريم – حاشد بمحافظة عمران، والاعتداء بالضرب والشتم على عدد من النساء أثناء احتجاجهن على أعمال حفر بئر مياه نفذتها المليشيات دون إذن من أهالي المنطقة.
216.73.216.105
وأظهر الفيديو لحظات مؤلمة، حيث تظهر فيه نساء من قبيلة بني صريم يصرخن ويستنكرن تصرف المليشيات، فيما يُسمع صوت عناصر مسلحة تستخدم ألفاظًا نابية وتهينهن، قبل أن يُبادر أحد العناصر إلى دفع إحدى النساء أرضًا، ما أثار استنكارًا واسعًا على وسائل الإعلام المحلية وحسابات النشطاء.
ووفق مصادر محلية مطلعة، فإن الاحتجاج النسائي جاء رفضًا لقيام المليشيات بحفر بئر مياه في أرض زراعية تُعد من الممتلكات الجماعية للقبيلة، مشيرة إلى أن الأهالي يعتبرون هذه الخطوة "تعدٍّ صريحًا على حقوقهم المائية والملكية الجماعية"، وتهدد بتغيير مسار توزيع المياه في المنطقة لصالح جهات موالية للمليشيات.
وأكدت المصادر أن الحدث لم يُقتصر على كونه انتهاكًا بيئيًا واقتصاديًا، بل تجاوزه إلى اعتداء صريح على الكرامة والقيم القبلية الراسخة، خصوصًا أن النساء يُعتبرن في البيئة القبلية رمزًا للعِرض والهيبة، وحمايتهن من الاعتداءات جزء لا يتجزأ من الشرف القبلي.
وفي استجابة سريعة، دعا مشايخ ووجهاء قبيلة بني صريم إلى اجتماع طارئ عُقد اليوم الثلاثاء، ضم كبار القبائل ورجال نفوذ من مختلف مناطق المديرية، لمناقشة "التصعيد المناسب" ضد ما وصفوه بـ"الاستفزاز الممنهج والتجاوزات المستمرة" من قبل المليشيات.
وأشار بيان أولي صادر عن الاجتماع إلى أن "الاعتداء على نساء القبيلة يعد إعلان حرب على العرف والهوية القبلية"، مطالبًا بمحاسبة المعتدين وتقديمهم للعدالة القبلية، وإيقاف أي نشاط استخراجي للمياه في المنطقة دون موافقة مسبقة من أهالي بني صريم.
وأعرب وجهاء القبيلة عن قلقهم من أن تُستخدم مثل هذه الأعمال كوسيلة للنفوذ والسيطرة على المناطق، مشددين على أن "القبيلة لن تسمح بالمساس بكرامتها أو بمواردها الطبيعية تحت أي ذريعة".
ويأتي هذا الحدث في ظل تصاعد التوترات بين القبائل في محافظة عمران ومليشيات الحوثي، التي تتهمها أوساط محلية بمحاولة فرض سيطرتها عبر التوسع في الموارد المائية والسيطرة على الأراضي الزراعية، ما أدى إلى تفاقم الصراعات المحلية.
ويُنظر إلى رد فعل قبيلة بني صريم باعتباره مؤشرًا جديدًا على تنامي المقاومة المجتمعية ضد التدخلات الحوثية في الشؤون القبلية والموارد الحيوية، وسط دعوات متزايدة من النشطاء المحليين والمنظمات الحقوقية إلى فتح تحقيق عاجل في الحادث، وضمان حماية المدنيين من أي انتهاكات.