100 ألف ريال شهريًا للمدرّسين.. هل هذه هي الشرارة التي ستنقذ العام الجامعي؟

في خطوة تُعدّ من أبرز الجهود الرامية لإنهاء الأزمة التعليمية الممتدة في جامعات الجنوب، استقبل الصحفي والناشط المجتمعي فتحي بن لزرق، صباح اليوم، وفدًا من ممثلي نقابات هيئات التدريس في جامعات عدن ولحج وأبين وشبوة، في مكتبه بعدن، في إطار مبادرة مجتمعية تهدف إلى رفع الإضراب المستمر منذ أشهر، وتمهيدًا لاستئناف العملية التعليمية قبل دخول العام الأكاديمي الثاني في ظل توقف شبه كامل.
216.73.216.105
وجاء اللقاء في سياق مبادرة وطنية يقودها بن لزرق، تسعى إلى تقريب وجهات النظر بين الهيئات الأكاديمية والحكومة، وخلق مناخ من الحوار البنّاء، بهدف إنقاذ العام الجامعي وإنقاذ مستقبل آلاف الطلاب المتضررين من توقف الدراسة.
وشارك في اللقاء عدد من القيادات الأكاديمية والنقابية، وهم: الدكتور فضل مكوع، والدكتور مرعي بارباع، والدكتور عباس علي، إلى جانب موافقة مبدئية من كل من الدكتور حنان تيسير، والدكتور بلعيد صالح، والدكتور صالح السعدي، والدكتور علاء سعيد، الذين أيدوا المشاركة في هذه المبادرة لما تمثله من بوابة حقيقية نحو حل الأزمة.
وخلال الاجتماع، عرض ممثلو النقابات عشرة مطالب جوهرية تتعلق بتحسين الأوضاع المهنية والمالية لهيئات التدريس، وضمانات لاستقرار العملية التعليمية. وبعد نقاش معمّق وشفاف، تم التوافق على تأجيل مناقشة ثمانية من هذه المطالب، نظرًا لتعقيداتها أو ارتباطها بملفات أوسع تتطلب دراسات متأنية، مع التركيز على مطلبين اعتبرا "الأكثر إلحاحًا" وقابلَين للتنفيذ العاجل، وهما:
-
صرف علاوة شهرية قدرها 100 ألف ريال يمني لجميع أعضاء هيئة التدريس الذين يلتزمون بالدوام الفعلي في الجامعات، وهو مطلب سبق أن تم الاتفاق عليه مع حكومة دولة رئيس الوزراء معين عبدالملك، لكنه لم يُنفَّذ حتى الآن.
-
إعداد خارطة طريق واضحة وشفافة لحل مشكلة المعينين أكاديميًا، الذين ظلوا لسنوات في وضع وظيفي غير مستقر، وذلك بهدف بناء الثقة بين الحكومة والهيئات التعليمية، وضمان حقوقهم الوظيفية وفق معايير عادلة ومهنية.
وأكد فتحي بن لزرق، في تصريحات عقب اللقاء، أن ما تم التوصل إليه يُعدّ "انفراجة مهمة" في مسار إنهاء الإضراب، مشيرًا إلى أن هذه المطالب تمثل "نقطة التقاء" يمكن البناء عليها لحل باقي القضايا العالقة.
وأضاف بن لزرق: "سأقوم بنقل ما تم التوافق عليه بشكل رسمي إلى دولة رئيس الوزراء الأستاذ سالم بن بريك، مع التوصية بعقد لقاء عاجل يجمع ممثلي النقابات برئاسة مجلس الوزراء، بهدف التوصل إلى اتفاق رسمي يُعلن من خلاله إنهاء الإضراب واستئناف الدراسة في الجامعات".
وأشار إلى أن هذه المبادرة تأتي "من منطلق وطني ومسؤولية مجتمعية"، لافتًا إلى أن استمرار توقف التعليم يهدد مستقبل جيل كامل، ويُعدّ خسارة وطنية لا يمكن تداركها.
وأعرب المشاركون في اللقاء عن تفاؤلهم بالمبادرة، مشيدين بدور فتحي بن لزرق كوسيط محايد، وداعين الحكومة إلى التعاطي الإيجابي مع المطالب المطروحة، كونها تصب في مصلحة استقرار المؤسسات التعليمية وإعادة الثقة بين الأكاديميين والدولة.
وتشهد جامعات الجنوب إضرابًا عامًا منذ أشهر، تسبب في تعطيل العام الأكاديمي، وسط مطالبات متكررة بتحسين الرواتب، وحل قضايا التوظيف، وضمانات للاستقرار الوظيفي، فيما تبقى هذه الخطوة الأخيرة واحدة من أبرز المحاولات الناجحة لتقريب وجهات النظر، وفتح طريق للحل السلمي والتفاوضي.