الأربعاء 10 سبتمبر 2025 12:15 مـ 18 ربيع أول 1447 هـ
المشهد اليمني
رئيس التحرير عبد الرحمن البيل
Embedded Image
×

في ذكرى تأسيس الإصلاح.. حقائق وإشراقات وإنجازات

الأربعاء 10 سبتمبر 2025 01:08 مـ 18 ربيع أول 1447 هـ
ناجي القرطحي
ناجي القرطحي

قبل أن يُستشهد أبو الأحرار والثوار القاضي محمد محمود الزبيري، كان قد أسس مع الشيخ عبد المجيد الزنداني ـ رحمهما الله جميعًا ـ وثُلّةٍ من محبي اليمن القواعدَ الراسخة للحركة الإسلامية في اليمن، التي استمرت طيلة السبعينيات والثمانينيات تعمل وفق الإمكانيات المتاحة حينها. وعند إعلان التعددية السياسية في مطلع التسعينيات، أُعلن عن ميلاد التجمع اليمني للإصلاح، الذي ما لبث أن توسع بطول اليمن وعرضها، وضَمَّ في قيادته وقواعده العلماء والمشايخ وأساتذة الجامعات والكفاءات المتميزة في مختلف المجالات.

216.73.216.105

اليوم، ونحن في الذكرى الـ35 لتأسيس التجمع اليمني للإصلاح، نلتفت إلى الوراء فنجد جيلًا كاملًا من أبناء اليمن ممن تربّوا في محاضن الإصلاح ومؤسساته التربوية. هذا الجيل الذي تشرب الوعي بكل مستجدات عصره، وحمل قيم الإسلام ووسطيته واعتداله، كان الصخرة التي صدّت جحافل الإمامة بثوبها الحوثي عن ابتلاع ما تبقى من أرض يمن الإيمان والحكمة. وهو الجيل الذي قدّم الكثير من التضحيات، فانخرط شبابه في صفوف الجيش الوطني والقبائل الداعمة له، وضحّوا بأنفسهم وكل ما يملكون في سبيل مواجهة هذا الكهنوت الذي يستهدف اليمن أرضًا وإنسانًا.

لقد ضحّى الإصلاح بالكثير من مؤسساته ومكتسباته في معركة مواجهة الإمامة، وما يزال يبذل الجهود ويبث الوعي ويحشد الطاقات لمواجهة خطرها الذي يهدد حاضر أبناء اليمن ومستقبلهم.

قدّم الإصلاح الوعي التربوي، ومارس شبابه الحسبة والدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، وقاموا بالكثير من الجهود التربوية والعلمية والخيرية في عموم اليمن. ولا ينكر هذه الجهود إلا حاقد أو جاهل. لكنهم لم يقدّموها طلبًا لشعبيةٍ مجتمعية أو سلطةٍ سياسية، وإنما ابتغاء وجه الله، ثم خدمةً لوطنهم ومجتمعهم.

لقد كان التجمع اليمني للإصلاح، وما يزال وسيظل، طليعة النضال اليمني من أجل التحرر من الإمامة، ومن أجل التنمية والتطور والازدهار، وفي الوقت نفسه من أجل الحفاظ على قيم الإسلام وصون مبادئه وتعميق هويته في النفوس والقلوب.

لقد أنحاز الإصلاح إلى الوطن وقضاياه المصيرية العادلة كما ظل دوما منحازا إلى اليمن الكبير، يقف مع المواطن العادي البسيط ويتبنى قضاياه وتحمل في سبيل ذلك ألوانا من التشويه والاستهداف من كل قوى الظلام وأصحاب المشاريع الصغيرة التي تسعى لتحقيق أهدافها على حساب الوطن الكبير وقضاياه وحاضره ومستقبله.

لقد قدّم الإصلاح لليمن الآلاف من الكفاءات والكوادر العلمية والتربوية والفكرية، وأعلام اليمن في شتى المجالات، الذين أسهموا بخطابٍ إسلامي يجسد الوسطية والاعتدال، ويسعى لحل مشاكل المجتمع، وإصلاح ذات البين، وتقديم الجهود الخيرية للناس، ودعم كل مبادرة تخدم المجتمع اليمني في أي مجال.

لقد كانت، وما تزال، هذه الأيادي المتوضئة والوجوه النيرة نخبة أبناء اليمن ممن حملوا همومه وآلامه وآماله. وهم المعوَّل عليهم، مع بقية الأحرار من أبناء الوطن، في صناعة فجر اليمن وغده المشرق الخالي من الإمامة وأعداء اليمن وأدواتهم في الداخل. فهم، بإذن الله، مع جيش اليمن الوطني ورجاله الأحرار، من سيصنعون الفجر والنصر، ويصلحون اعوجاج الحاضر ليستقيم المستقبل.

* - مستشار محافظة إب لشؤون المغتربين.