”انقطع الإنترنت؟!” موظف بنك بعدن يبرر تأخير 55 دقيقة بـ”الإنترنت منقطع”... والعملاء يضحكون: ”في كل بيت إنترنت فضائي!”

شهد أحد فروع بنك الكريمي للتمويل الأصغر الإسلامي في محافظة عدن، يوم أمس، مشهدًا استفزّى العديد من العملاء، بعد أن تأخرت معاملة مالية لأكثر من 55 دقيقة، بسبب انقطاعات متكررة في خدمة الإنترنت، ما دفع موظفًا إلى تقديم تبرير أثار موجة من السخرية والاحتجاج بين الحاضرين، خاصةً في ظل توفر تقنيات رقمية حديثة وخدمات إنترنت فضائي مرخصة منذ أكثر من عام.
216.73.216.105
القصة بدأت عندما قدم العميل "أبو أحمد" — وهو اسم يُعرف به بين أصدقائه — إلى الفرع لإتمام عملية سحب وإيداع مالي بسيطة، لكنه واجه سلسلة من التأخيرات غير المبررة. فبعد إدخال البيانات وطلب الموافقة الإلكترونية، توقف النظام ثلاث مرات متتالية، كل مرة تتطلب إعادة إدخال المعلومات من الصفر، وانتظار إعادة الاتصال بالخادم الداخلي للبنك. وفي كل مرة، كان الموظف يعيد طلب التأكيد عبر نظام "الموافقة الإلكترونية"، دون أي تفسير واضح أو بديل عملي.
وبينما كان أبو أحمد ينتظر في صف طويل، وسط حرارة الصيف وضغط الوقت، اقترب منه الموظف وألقى عليه تبريرًا صادمًا:
"السبب هو انقطاع الإنترنت... نحن لا نستطيع عمل أي شيء بدونه، حتى لو كان لدينا فلوس في الخزنة!"
العبارة التي بدا أنها محاولة لشرح عجز تقني، تحولت فجأة إلى مادة للسخرية الجماعية. فعدد كبير من العملاء، الذين كانوا ينتظرون دورهم، بدؤوا يضحكون بصوت عالٍ، بينما أطلق آخرون تعليقات مثل:
- "إحنا جايين نسحب فلوسنا، وما عندنا إنترنت؟! هل البنك عنده خزنة مغلقة بالبلاستيك؟!"
- "في كل بيت في عدن الآن إنترنت فضائي، حتى المحلات الصغيرة تعمل بـ4G، وبنك كبير مثلكم يقول إن الإنترنت منقطع؟!"
- "إذا كان الإنترنت منقطع، ليش ما تعملوا المعاملات ورقيًا؟! هل البنوك أصبحت مكتبة ورقية؟!"
توقف خدمات العملات واقتصار الخدمات على الأساسيات
ومن جانب آخر، أفاد مصدر داخل الفرع أن خدمات البنك تأثرت بشكل كبير خلال الأيام الماضية بسبب شحة السيولة النقدية، مما أجبر الإدارة على تعليق عمليات صرف العملات الأجنبية تمامًا، وحصر الخدمات الأساسية في: الإيداع، السحب النقدي، والتحويلات الداخلية فقط.
لكن هذا التقييد لم يكن مبررًا لتأخير المعاملات الرقمية، خاصةً وأن البنوك الأخرى في المدينة — مثل بنك اليمن الدولي — تستخدم أنظمة احتياطية وتقنيات متنوعة (مثل شبكات 4G موثوقة، وربط مباشر مع مراكز معالجة خارجية) لضمان استمرارية الخدمة حتى في حالات الانقطاع الجزئي.
الإنترنت الفضائي موجود... فلماذا لا يُستخدم؟
المفارقة الأكبر تكمن في أن الإنترنت الفضائي — الذي يُعتبر البديل الأمثل للشبكة الأرضية المتقطعة — أصبح متاحًا رسميًا في عدن منذ أكثر من عام، بعد أن منحت الجهات التنظيمية تراخيص لشركة ستار لينك.
وغالبية المؤسسات المالية، وحتى المكاتب الحكومية الصغيرة، اعتمدت عليه كخط دفاع ثانٍ.
لكن فرع بنك الكريمي يبدو أنه لم يُحدث أي تحديث في بنيته التحتية، ولا يملك حتى خطة طوارئ رقمية. فوفقًا لشهادات عدة عملاء، فإن الجهاز الوحيد المستخدم في المعاملات هو جهاز واحد مرتبط بخط إنترنت أرضي قديم، لا يُستخدم إلا في حالة عدم وجود انقطاع — وهو ما يحدث غالبًا في عدن، حيث تشهد الشبكة الأرضية تقطيعًا مستمرًا بسبب تقادم الكابلات وعدم صيانة البنية التحتية.
وفي رد سريع، علق احد موظفي بنك الكريمي بالقول :أن "الإدارة تأخذ شكاوى العملاء على محمل الجد، وستقوم بفحص البنية التحتية التقنية لجميع فروعها في المحافظات الجنوبية خلال 72 ساعة"، دون أن توضح ما إذا كانت ستضيف حلولاً بديلة كالإنترنت الفضائي أو استخدام أجهزة متنقلة.
ماذا بعد؟
العملاء يطالبون الآن بـ:
- نشر خطة طوارئ رقمية واضحة لكل فروع البنك.
- توفير اتصال إنترنت فضائي احتياطي موثوق ومُرخص.
- استخدام بطاقات مكتبية مؤقتة أو نماذج ورقية معتمدة في حالات الانقطاع.
- تعويض العملاء عن الوقت الضائع، خاصةً في المعاملات الحساسة.
أما أبو أحمد، فقد غادر الفرع وهو يقول:
"أنا ما جيت أشتري إنترنت، جيت أخد فلوسي. وإذا كان البنك لا يعرف كيف يعمل، فليترك المجال لمن يعرف."