الثلاثاء 28 أكتوبر 2025 06:19 مـ 7 جمادى أول 1447 هـ
المشهد اليمني
رئيس التحرير عبد الرحمن البيل
Embedded Image
×

إعصار ”ميليسا” يضرب جامايكا بقوة.. أمطار غزيرة تعصف بالمدن وتغلق الطرق

الثلاثاء 28 أكتوبر 2025 06:50 مـ 7 جمادى أول 1447 هـ
إعصار ميليسا يضرب جامايكا
إعصار ميليسا يضرب جامايكا

تعيش جامايكا لحظات عصيبة بعد أن ضربها إعصار ميليسا بقوة غير مسبوقة، جالباً معه رياحاً عاتية تجاوزت سرعتها مئات الكيلومترات في الساعة، وأمطاراً غزيرة حولت الشوارع إلى سيول جارفة ومع اشتداد العاصفة، أعلنت الحكومة حالة الطوارئ في جميع أنحاء البلاد، وأمرت بإجلاء السكان من المناطق المنخفضة والساحلية، في محاولة للحد من الخسائر البشرية والمادية، الإعصار الذي وصفه خبراء الأرصاد بأنه "الأعنف منذ عقود" تسبب في حالة من الشلل التام في المدن الكبرى، حيث توقفت وسائل النقل، وأغلقت الموانئ، وتعطلت خطوط الكهرباء والاتصالات.

تأثير الإعصار على المدن والبنية التحتية

شهدت العاصمة كينغستون ومدن الساحل الجنوبي دماراً واسع النطاق نتيجة الرياح العنيفة التي اقتلعت الأشجار ودمرت المنازل وأطاحت بأسقف المباني، وغمرت مياه الأمطار شوارع عديدة، مما جعل التنقل شبه مستحيل، فيما جرى إغلاق عدد من الجسور بسبب ارتفاع منسوب المياه، كما تعرضت المناطق الزراعية لأضرار جسيمة بعد أن جرفت السيول مساحات شاسعة من المحاصيل، وأدت إلى نفوق أعداد كبيرة من الماشية، وهو ما يهدد الأمن الغذائي في البلاد خلال الأسابيع المقبلة.

إجراءات الطوارئ واستجابة الحكومة

تحركت الحكومة بسرعة لتنسيق جهود الإنقاذ والإغاثة، فتم نشر قوات الدفاع المدني والجيش لتقديم المساعدة وإجلاء الأسر العالقة، وافتتحت السلطات مئات الملاجئ المؤقتة المجهزة بالمياه والغذاء والمستلزمات الطبية لاستقبال المتضررين، كما أطلقت الحكومة خطة طوارئ شاملة لتأمين المرافق الحيوية مثل المستشفيات ومحطات الكهرباء، وأعلنت تعليق الدراسة والعمل لحين استقرار الأوضاع الجوية ورغم هذه الإجراءات، ما زالت التحديات كبيرة بسبب انقطاع الطرق وصعوبة الوصول إلى بعض المناطق المعزولة.

تحذيرات الأرصاد ومخاطر استمرار العاصفة

أفادت مراكز الأرصاد بأن إعصار ميليسا ما زال يحتفظ بقوته الهائلة، ومن المتوقع أن تستمر آثاره حتى اليوم التالي مع هطول أمطار غزيرة ورياح شديدة قد تؤدي إلى مزيد من الانهيارات الأرضية والفيضانات، وناشدت السلطات السكان ضرورة البقاء في أماكن آمنة وتجنب التحرك في الشوارع أو الاقتراب من الشواطئ، محذّرة من احتمال ارتفاع مستوى البحر وحدوث أمواج عاتية تهدد المناطق الساحلية بالكامل.

خسائر بشرية ومادية متوقعة

حتى الآن، تشير التقارير الأولية إلى وقوع عدد من الإصابات وتضرر مئات المنازل والمنشآت العامة، فيما تتزايد المخاوف من تفاقم الأضرار مع استمرار الأمطار الغزيرة، ويتوقع الخبراء أن يستغرق إصلاح ما دمره الإعصار أشهراً عدة، في ظل التحديات الاقتصادية التي تواجهها جامايكا حالياً، وتعمل المنظمات الإنسانية الإقليمية والدولية على تقديم المساعدة العاجلة للمتضررين، مع وعود بتوفير دعم مالي ولوجستي لإعادة الإعمار فور انتهاء الأزمة.

إعصار ميليسا لم يكن مجرد عاصفة عابرة، بل حدث طبيعي كارثي سيبقى محفوراً في ذاكرة جامايكا طويلاً فقد اختبرت البلاد قوتها وقدرتها على الصمود أمام غضب الطبيعة، وأظهرت وحدة وتكاتفاً بين الشعب والسلطات في مواجهة الخطر ومع انحسار الإعصار تدريجياً، تتجه الأنظار إلى مرحلة ما بعد الكارثة، حيث تبدأ رحلة إعادة البناء واستعادة الحياة الطبيعية خطوة بخطوة.