مشهد صادم من جامايكا.. مياه الإعصار تغمر الشوارع حتى ارتفاع الحافلات
في ساعات من الرعب عاشتها جامايكا، تحولت الشوارع إلى بحار متلاطمة بفعل الإعصار المدمر الذي ضرب البلاد بقوة غير مسبوقة، المشاهد التي تناقلتها وسائل الإعلام العالمية كشفت حجم الدمار، إذ غمرت المياه السيارات والمنازل، وارتفع منسوبها حتى وصل إلى نوافذ الحافلات العامة، في مشهد وصفه شهود العيان بأنه «كابوس حقيقي» ومع استمرار الرياح والأمطار الغزيرة، يقف المواطنون في مواجهة كارثة طبيعية تهدد حياتهم ومصادر رزقهم.
الإعصار يضرب بقوة غير مسبوقة
بدأ الإعصار رحلته المدمرة من السواحل الجنوبية لجامايكا، مصحوبًا برياح تجاوزت سرعتها 180 كيلومترًا في الساعة، لتتساقط الأمطار بغزارة غير معتادة منذ أكثر من عقد، لم تمضِ ساعات حتى تحولت الشوارع إلى أنهار من المياه الموحلة، وجرفت السيول الأشجار والسيارات وحتى الأسوار الخرسانية، وقد أكدت هيئة الأرصاد الجوية أن هذه الكميات الهائلة من الأمطار فاقت قدرة شبكات الصرف على الاستيعاب، مما أدى إلى فيضانات واسعة النطاق.
الشوارع تغمرها المياه والمواصلات تتوقف
توقفت الحياة العامة في معظم المدن الجامايكية، بعد أن تحولت الطرق الرئيسية إلى بحيرات طينية عميقة شوهدت الحافلات وقد غمرتها المياه حتى السقف، فيما حوصر الركاب داخل بعضها قبل أن تنجح فرق الإنقاذ في إخراجهم بصعوبة بالغة، كما تعطلت وسائل النقل العام والخاصة، وأُلغيت الرحلات الجوية والبحرية بسبب سوء الأحوال الجوية، وأكدت السلطات أن هذه الحالة من الشلل العام هي الأخطر منذ إعصار عام 2012 الذي خلف دمارًا كبيرًا في الجزيرة.
استنفار حكومي وتحذيرات عاجلة
في ظل تفاقم الأوضاع، أعلنت الحكومة حالة الطوارئ في جميع المحافظات، ودعت المواطنين إلى الالتزام بالبقاء في أماكن آمنة وعدم الخروج إلا للضرورة القصوى وجرى نشر قوات الدفاع المدني والجيش للمساعدة في عمليات الإخلاء والإنقاذ، كما تم فتح مراكز إيواء مؤقتة في المدارس والقاعات العامة لاستقبال الأسر المتضررة، مع توزيع المساعدات الغذائية والمياه النظيفة، رئيس الوزراء وصف الوضع بأنه “اختبار قاسٍ لقوة الشعب الجامايكي وصموده”، مؤكدًا أن الحكومة ستبذل كل ما في وسعها لإنقاذ الأرواح وتقليل الخسائر.
قلق دولي ومخاوف من تفاقم الكارثة
تتابع المنظمات الدولية، وعلى رأسها الأمم المتحدة والصليب الأحمر، الوضع في جامايكا عن كثب، وسط مخاوف من تفشي الأمراض نتيجة ركود المياه الملوثة وانقطاع الكهرباء عن مناطق واسعة، كما حذرت تقارير الأرصاد من احتمال اشتداد الإعصار خلال الساعات المقبلة، ما قد يزيد من حجم الدمار ويجعل جهود الإغاثة أكثر تعقيدًا، وأعربت عدة دول عن استعدادها لتقديم المساعدات العاجلة، في وقت لا تزال فيه فرق الإنقاذ تكافح للوصول إلى المناطق المنكوبة التي انقطعت عنها الطرق والاتصالات.
إن ما تشهده جامايكا اليوم هو تذكير قاسٍ بقوة الطبيعة التي لا يمكن مقاومتها، وبحاجة العالم إلى مزيد من الجاهزية لمواجهة آثار التغير المناخي المتزايدة، وبينما تتواصل الجهود لإنقاذ الأرواح وإعادة الحياة إلى طبيعتها، يبقى مشهد الحافلات الغارقة في شوارع جامايكا رمزًا موجعًا لعنف الإعصار وشجاعة شعب يقاوم الكارثة بثبات وأمل.













