إصلاحات رئيس الوزراء وقرارات ”عيدروس الزبيدي” وخطوة سعودية حاسمة

ثار الجدل واشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي، عقب القرارات التي أصدرها عضو مجلس القيادة الرئاسي، رئيس المجلس الإنتقالي الجنوبي"عيدروس الزبيدي" والحقيقة إن الجهة الأكثر تضررا من تلك القرارات هم البسطاء من أبناء المحافظات الجنوبية، حتى إن بعض النشطاء ورواد مواقع التواصل والإعلاميين المؤيدين للمجلس الانتقالي، انقلبوا عليه بعد تلك القرارات، فهي قرارات من شأنها مضاعفة المعاناة الرهيبة التي يعانون منها منذ سنوات طويلة.
216.73.216.105
ويتسال كثير من الناشطين والإعلاميين ورواد مواقع التواصل الإجتماعي، ماذا سيستفيد أبناء الجنوب من تلك القرارات، إذا كان المسؤولين السابقين لم يقدموا لهم شيء يذكر، فماذا سيفعل المسؤولين الجدد الذين تم تعيينهم، فلو أن "عيدروس الزبيدي" بدل قرارات التعيين اتخذ قرارات حازمة تطالب بمرتبات شهرية وتحسين مستوى المعيشة لكل أبناء الجنوب وتوفير الماء والكهرباء، وتحقيق الأمن والأمان لكان كل أبناء الجنوب قد وقفوا إلى جانبه.
ففي الوقت الذي لا يجد فيه المعلمين ورجال الأمن، وأرباب الأسر مرتبات ولا وظائف لتوفير المتطلبات الضرورية للحياة فكيف نمتلك مرتبات ضخمة لهؤلاء الذين تم تعيينهم وبالعملة الصعبة، بينما نعجز عن توفير المتطلبات الضرورية للغالبية الساحقة من الناس البسطاء؟
لماذا نرهق كاهل الدولة بميزانية ضخمة لمجموعة من المسؤولين تم تعيينهم دون الحاجة إليهم، بينما نحن عاجزين عن توفير أقل وأبسط متطلبات الحياة لكل فئات وأطياف المجتمع، فهذا شيء يقهر ويحز في النفس، ولو أن الزبيدي وقف إلى جانب رئيس الوزراء "سالم بن بريك" في إصلاحاته التي رحب بها كل اليمنيين شمالا وجنوبا كونها خطوة مميزة في الاتجاه الصحيح، لأكتسب الزبيدي شعبية جارفة ولأدرك كل أبناء الجنوب إنه يسعى وراء مصالحهم وكل ما من شأنه تحسين أوضاعهم والتخفيف من معاناتهم.
ربما يكون الزبيدي قد وقع في فخ الفاسدين وخونة الشعب اليمني، فهؤلاء الأوغاد ادركوا إن إصلاحات "بن بريك" ستمنع استمرارهم في النهب والسلب ومص دماء الشعب اليمني العظيم والصابر والمغلوب على أمره، ولذلك تمكنوا من إقناعه بإصدار تلك القرارات التي تبين إن ضررها أكثر من نفعها، ولن يستفيد منها مواطن واحد ، بل ستكون الفائدة محصورة في جيوب من تم تعيينهم، وكل شخص من أبناء الجنوب يسأل، كيف يستطيع الزبيدي ان يوفر مرتبات ضخمة لمن تم تعيينهم، ويعجز عن توفير راتب لا يتجاوز مائة ريال سعودي للمواطن العادي؟
العالمين ببواطن الأمور يرون إن الغضب العارم الذي سيطر على "عيدروس الزبيدي" واثار جنونه وجعله يصدر تلك القرارات التي تضر ولا تنفع، يقف ورائها الخطوة السعودية الحاسمة بشأن الإصلاحات التي يقوم بها رئيس الوزراء "سالم بن بريك" لمكافحة الفساد ومحاربة هدر الأموال، وتحسين سعر العملة اليمنية، وضبط الأسعار التي صارت مصدر رعب لكل يمني، خاصة من لديهم عائلات كثيرة العدد، وهو مالقي ترحيب واسع من كافة أطياف المجتمع اليمني، وهذا ماجعل السعودية تستبشر خيرا حتى لا يذهب كل ما تقدمه المملكة من دعم ومساندة سخية الى جيوب الفاسدين، دون أن يستفيد منه أبناء المناطق المحررة ولا يحقق الفائدة المرجوة لتحسين أوضاع الغالبية الساحقة من اليمنيين.
فالسعودية كانت ولا تزال تدعم أية خطوة من شأنها تحسين مستوى المعيشة لليمنيين وانهاء معاناتهم، وكثيرا ما أنقذت العملية اليمنية ودفعت مليارات الدولارات حتى توقف التدهور المريع للعملة، لكن حمران العيون والفاسدين كانوا يفشلون كل المحاولات السعودية والإماراتية والدولية لإنقاذ اليمن وتحسين مستوى المعيشة لكل أبناءاليمن.
لذلك فقد أثارت الإصلاحات التي أعلن عنها رئيس الوزراء "بن بريك" ارتياح كبير في أوساط القيادات السعودية، فسارعت لدعم ومساندة هذه المبادرة الشجاعة، وجاء الموقف السعودي الرسمي ليكون حاسما إزاء هذه الإصلاحات الشاملة التي يقوم بها رئيس الوزراء سالم بن بريك، فخلال لقائه بالرئيس العليمي، أكد السفير السعودي لدى اليمن، والمشرف العام على البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن، محمد بن سعيد آل جابر، استمرار دعم المملكة لمجلس القيادة الرئاسي والحكومة اليمنية، بما يعزز جهود الإصلاحات الشاملة، ويحقق الأمن والاستقرار والسلام والتنمية في اليمن.
في المجلس الانتقالي، يوجد الكثيرون من أصحاب الحكمة والعقول الرشيدة، ولديهم قدرة هائلة على وزن الأمور بعقلية ناضجة، بل إن بعض هؤلاء اعترفوا بكل صراحة وشجاعة ووضوح، ورغم الانتقادات التي تلقوها من قبل الذباب الإلكتروني فإنهم لم يبالوا بشيء، مؤكدين ان قيادات المجلس الانتقالي الجنوبي لم يقدمون شيء يذكر لأبناء الجنوب منذ عشرات السنين، باستثناء التصريحات العنترية ودغدغة مشاعر البسطاء من خلال بيع الوهم ومنحهم احلام خيالية لا يمكن تحقيقها،
مؤكدين ان النتائج على أرض الواقع توضح حتى للاعمي أنه ومنذ انشاء المجلس الجنوبي. فإن ما قدمه لأبناء الجنوب صفر على الشمال.
هذه القيادات الشجاعة والواضحة وضوح الشمس، حين تنتقد المجلس بشدة ليس هدفهم التشهير والإساءة، بل من أجل التصحيح وإعادة البوصلة لوضعها الطبيعي، ولذلك فعليهم الإسراع لمخاطبة رئيس المجلس " عيدروس الزبيدي" والجلوس معه لإجراء حوار عقلاني، فالجميع يسيرون في مركب واحد وان التعاون والتكاتف هو الذي سيحقق للشعب اليمني الحياة الكريمة المستقرة، ولذلك فإن السعودية تدعم أي مشروع يساهم في تحسين أوضاع اليمنيين، دون التفريق بين طرف وآخر.
ولابد لهؤلاء العقلاء وأصحاب الرأي السديد من اقناع الزبيدي أنه إذا أصبح كل شخص يغني على ليلاه، وشعاره " أنا ومن بعدي الطوفان" فإن كل أبناء الجنوب سينقلبون على المجلس الانتقالي، بعد أن يدركوا انه لا يمثل إلا مصالح أشخاص وليس مصالح كل الجنوبيين، إضافة إلى ذلك فإن من شأن هذا الأمر الإساءة البالغة لسمعة المجلس وقياداته محليا وإقليما ودوليا، وسينظر إليه كجهة تعمل على العرقلة ولا تسمح بمحاربة الفساد والفاسدين.