• الرئيسية
• المشهد اليمني

تشهد العاصمة المؤقتة عدن، اليوم، ارتفاعًا ملحوظًا في نسب الرطوبة الجوية، ما أدى إلى تفاقم الإحساس بدرجات الحرارة المرتفعة، رغم أن المؤشرات المناخية قد لا تعكس ارتفاعًا استثنائيًا في درجات الحرارة الفعلية. إلا أن ارتفاع الرطوبة النسبية – التي تجاوزت في بعض المناطق 85% – جعلت الأجواء أكثر خناقًا وصعوبة، وأثّرت بشكل مباشر على نمط الحياة اليومية للسكان، خصوصًا في ساعات الظهيرة والعصر.

216.73.216.105

وبحسب مراقبين جويين، فإن هذا الارتفاع في الرطوبة يُعد جزءًا من التغيرات المناخية الموسمية التي تشهدها المحافظات الساحلية في اليمن خلال هذه الفترة من العام، لكنه هذا العام جاء أكثر حدة، مصحوبًا بغياب الرياح المنعشة التي تخفف عادة من وطأة الحرارة، ما جعل الإحساس بالحرارة يفوق المعدلات المعتادة.

وأثار هذا الوضع قلقًا متزايدًا بين السكان، لا سيما فئات كبار السن ومرضى الضغط والقلب وأمراض الجهاز التنفسي، الذين يُعدّون الأكثر عرضة لمضاعفات صحية جراء الطقس الحار الرطب. وقد دعا أطباء ومختصون في المجال الصحي، عبر وسائل التواصل والمنصات الإعلامية، إلى اتخاذ إجراءات وقائية عاجلة، تشمل:

• تجنب التعرض المباشر لأشعة الشمس، خصوصًا بين الساعة 11 صباحًا و4 عصرًا.
• الإكثار من شرب السوائل، مع تجنب المشروبات الكافيينية والسكرية.
• استخدام مكيفات الهواء أو المراوح في الأماكن المغلقة، مع الحرص على تهوية المنازل في أوقات الصباح الباكر.
• مراقبة ضغط الدم ومستويات السكر لدى المرضى المزمنين، واستشارة الطبيب فور ظهور أي أعراض غير اعتيادية.

كما ناشد الأهالي الجهات المعنية، خصوصًا في قطاع الكهرباء، بضرورة تأمين استقرار التيار الكهربائي، نظرًا لأهمية تشغيل أجهزة التبريد في المنازل والمستشفيات، محذرين من تفاقم الأوضاع الصحية في حال استمر انقطاع الكهرباء لساعات طويلة، خصوصًا في ظل غياب بديل كافٍ من المولدات الخاصة في بعض الأحياء.

من جهتها، أشارت بعض الصيدليات في عدن إلى ارتفاع ملحوظ في الطلب على الأدوية الخاصة بحالات الإجهاد الحراري، وأمراض التنفس، وكذلك المحاليل الملحية والسوائل المعوّضة، ما يعكس تأثير الطقس مباشرة على الحالة الصحية العامة للسكان.

يُذكر أن الأرصاد الجوية تتوقع استمرار الأجواء الحارة الرطبة خلال الأيام الثلاثة المقبلة، مع احتمال هطول أمطار خفيفة مساءً في بعض المناطق الساحلية، قد تساهم في خفض نسب الرطوبة مؤقتًا، لكنها لن تُحدث تغييرًا جذريًا في المعدلات العامة.

وفي ظل هذه الظروف، يبقى التوعية والوقاية هما السلاح الأهم لمواجهة تقلبات الطقس، فيما يأمل المواطنون أن تبادر الجهات الرسمية إلى توفير بيئة أكثر أمانًا وراحة، تبدأ من استقرار الكهرباء، وصولًا إلى خطط طوارئ صحية استباقية، تحمي الفئات الأكثر ضعفًا من تداعيات المناخ المتقلب.