رسالة دولية حاسمة للرئيس العليمي بشأن قرارات ”عيدروس الزبيدي”

تلقى المجلس الرئاسي رسالة دولية حاسمة وشديدة اللهجة عقب تفاقم الخلافات بين أعضاء المجلس بسبب القرارات الأخيرة التي أصدرها عضو المجلس الرئاسي ورئيس المجلس الانتقالي الجنوبي " عيدروس الزبيدي.
216.73.216.103
وما يحدث في المجلس الرئاسي من خلافات حادة، أمر مخجل ومحزن ويسئ كثيرا للحكومة الشرعية على كافة المستويات محليا وإقليميا ودوليا، فهذا الخلاف كشف للعالم إن القيادة اليمنية في الحكومة الشرعية منفصلة تماما عن الشعب اليمني ومعاناتهم، وعلم القاصي والداني إن صراعهم ليس على تقديم خدمات تحسن مستوى المعيشة لليمنيين، بل إن الصراع يحتدم بشأن هذه القرارات التي يرى الكثيرون انها قرارات ما أنزل الله بها من سلطان، فالشعب اليمني لا يحتاج لمزيد من المسؤولين يرهقون كاهلهم بمرتباتهم الضخمة، فلو تم صرف جزء يسير من المرتبات الهائلة للمسؤولين لأمكن إصلاح كثير من الأمور خاصة مع استقرار صرف العملة اليمنية وانخفاض الأسعار في المواد الغذائية والاستهلاكية.
بريطانيا التي تتولى ملف اليمن في مجلس الأمن الدولي شعرت بخيبة أمل كبيرة من هذا الخلاف الذي لا علاقة له بمصالح اليمنيين وتحسين مستوى معيشتهم ، ورغم ان بريطانيا أكدت استمرار دعمها للحكومة اليمنية الشرعية المعترف بها دوليا، إلا انها وجهت رسالة قوية وشديدة اللهجة للقيادة اليمنية، عبرت فيها عن الاستياء بسب الخلافات التي ظهرت إلى السطح بين القيادات العليا التي تتولى زمام الأمور في كل الجوانب، فقد شددت السفيرة البريطانية لدى اليمن "عبدة شريف" على أن الوحدة السياسية والانسجام بين مكوِّناتها «ضرورة لا غنى عنها»، محذِّرة من أن أي انقسام «لا يخدم سوى الحوثيين».
الرئيس رشاد العليمي رجل حكيم ورصين ومتزن، وكذلك نوابه في المجلس الرئاسي، فهم رجال دولة من الطراز الرفيع، لذلك أتمنى منهم عقد اجتماع طارئ وسريع لبحث شؤون العباد والبلاد، فهذا هو ما سيرفع شأنهم ويعلي قدرهم بين الناس، والأهم ان يرتفع قدرهم ومكانتهم عند الله لقيامهم بإداء الأمانة التي تبرأت منها الجبال والسموات والأرض، فمطالب الشعب اليمني العظيم بسيطة، ويمكن توفيرها بقليل من الإخلاص والصدق والأمانة، وما فعله رئيس الوزراء "سالم بن بريك" لإصلاح الأمر ومحاربة الفساد هو عمل مخلص وخطوة جبارة يستحق عليه الشكر والثناء والتقدير.
وبالنسبة للقرارات الأخيرة التي أعلن عنها الأخ عيدروس الزبيد، فإن على جميع أعضاء المجلس الرئاسي النظر فيها من كل جوانبها، فإن كانت تصب في مصلحة الوطن والمواطنين، فليتم إقرارها والعمل بها، وإن كانت غير ذلك فليتراجع الزبيدي عنها، فتلك القرارات ليس قرارات سماوية، ولا هي قرآن منزل لا يأتيه الباطل من بين يديه ومن خلفه، إضافة إلى ذلك، فإن الزبيدي رجل شجاع لا يتردد أبدا بالاعتراف بالخطأ إذا أخطاء، وهي سمة من سمات الشجعان، ثم إن الاعتراف بالخطأ فضيلة تحسب للزبيدي ولكل قيادي يعترف بالخطأ ويتراجع عنه.
أمر مخجل ومؤلم ان تتحول السفيرة البريطانية إلى موجه للقيادة اليمنية، فاليمنيين اهل حكمة وإيمان وأخلاق وشجاعة وعقل راجح، ثم تظهر سفيرة بريطانيا كمديرة مدرسة صارمة لتوبخ التلاميذ وربما تعاقبهم، وهذا شيء لا يمكن للرئيس العليمي ولا أي عضو في المجلس الرئاسي القبول به فهو أمر مخجل ومهين، فقد
علقت على القرارات الأخيرة التي أصدرها عضو مجلس القيادة الرئاسي، رئيس المجلس الانتقالي عيدروس الزبيدي، وقالت عبدة شريف: «أعتقد أن الأمر يعتمد بدرجة كبيرة على كيفية استجابة المجلس الرئاسي كله".
وأضافت السفيرة البريطانية " ان وجهة النظر البريطانية تتمثل بأن أي خطوة تضعف وحدة القيادة أو تفتتها تصبُّ في مصلحة من يعمل ضد استقرار اليمن ووحدته».
حديث السفيرة البريطانية هي عبارة عن رسالة مبطنة واتهام ضمني، يفهم منها إن من يقود الحكومة الشرعية لا يعي ما هي مصالح الشعب اليمني العظيم ولا ما هي أولوياته، فهل يتدارك مجلس القيادة الرئاسي هذا الأمر الخطير ويفيق الجميع إلى رشدهم ويعملون بانسجام وتناغم لما فيه مصلحة بلدهم ومواطنيهم، فشعبنا اليمني العظيم تحمل فوق طاقته وآن له ان يستريح من هذه المعاناة القاسية لينعم بالحياة الكريمة مثل بقية شعوب الأرض، وبالله التوفيق.