مصر وسنغافورة تبحثان إبرام اتفاقية تجارة حرة لدعم التبادل الاقتصادي

بحثت مصر وسنغافورة إمكانية إبرام اتفاقية تجارة حرة بين البلدين، في خطوة تهدف إلى تعزيز الشراكة الاقتصادية وفتح آفاق جديدة للتعاون الثنائي. جاء ذلك خلال زيارة الرئيس السنغافوري ثارمان شانموجاراتنام إلى القاهرة ولقائه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، حيث شهدت المباحثات توقيع 7 مذكرات تفاهم شملت مجالات التعاون البحري والزراعي والخدمات اللوجستية والتحول الرقمي
216.73.216.118
سلطت وسائل إعلام دولية الضوء على المباحثات التي عقدها الرئيس عبد الفتاح السيسي مع نظيره السنغافوري ثارمان شانموجاراتنام، والتي تناولت بحث إمكانية إبرام اتفاقية تجارة حرة بين البلدين، بما يعزز التعاون الاقتصادي ويستفيد من الموقعين الجغرافيين الاستراتيجيين لمصر وسنغافورة.
وأشارت إلى أن الزعيمين اتفقا على أهمية هذه الخطوة في التوقيت الراهن، موضحة أن سنغافورة تمتلك حالياً 28 اتفاقية تجارة حرة تسهم في تسهيل حركة التجارة والاستثمار عبر تخفيض الرسوم الجمركية وتوسيع فرص النفاذ إلى الأسواق.
اتفاقيات تعاون جديدة
جاءت هذه التصريحات عقب لقاء الرئيسين في القاهرة أمس السبت، والذي شهد توقيع وتبادل 7 مذكرات تفاهم في مجالات متعددة، من بينها الرعاية الصحية، الأمن الغذائي، الخدمات الاجتماعية، والتحول الرقمي، بما يعكس حرص الجانبين على تعميق العلاقات الثنائية.
استثمارات سنغافورية في مصر
أكد الرئيس السنغافوري أن بلاده تؤمن بالقدرات الاقتصادية لمصر، مشيراً إلى أن سنغافورة كانت من بين أكبر المستثمرين الآسيويين في السوق المصرية خلال العقد الماضي، حيث يبلغ حجم الاستثمارات المباشرة نحو 530 مليون دولار، فيما تجاوزت قيمة التجارة الثنائية في الخدمات 1.3 مليار دولار عام 2023.
بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين نحو 137 مليون دولار خلال النصف الأول من عام 2025، مقارنة بـ 316.9 مليون دولار في الفترة نفسها من 2024.
سجلت الاستثمارات السنغافورية في مصر نحو 210.3 مليون دولار، فيما بلغت الاستثمارات المصرية في سنغافورة 21.6 مليون دولار.
علاقات تاريخية
ولفت شانموجاراتنام إلى أن العلاقات بين البلدين قديمة ومتجذرة، إذ كانت مصر أول دولة عربية تعترف باستقلال سنغافورة عام 1965، كما شهدت زيارة الرئيس السيسي إلى سنغافورة عام 2015 أول زيارة لرئيس مصري إلى الدولة الآسيوية.
آفاق مستقبلية
وأوضح الرئيس السنغافوري أن التعاون مع القاهرة يكتسب أهمية خاصة في ظل التحديات التي تواجه النظام الاقتصادي العالمي، مؤكداً أن رجال الأعمال في البلدين حريصون على استكشاف فرص جديدة، خاصة في منطقة قناة السويس الاقتصادية، مع إمكانية استفادة الشركات المصرية من سنغافورة كبوابة إلى أسواق جنوب شرق آسيا ومنطقة آسيا والمحيط الهادئ.
تعكس هذه المباحثات حرص مصر وسنغافورة على بناء شراكة اقتصادية أعمق وأكثر شمولية، بما يدعم خطط القاهرة لتعزيز موقعها كمركز إقليمي للتصنيع والتجارة، ويمنح سنغافورة منفذاً استراتيجياً نحو الأسواق الإفريقية والشرق أوسطية.