الأحد 21 سبتمبر 2025 09:54 مـ 29 ربيع أول 1447 هـ
المشهد اليمني
رئيس التحرير عبد الرحمن البيل
Embedded Image
×

”اليوم الذي بيع اليمن بثمن بخس!” — الإرياني يكشف تفاصيل لم تُروَ من قبل عن 21 سبتمبر الأسود

الأحد 21 سبتمبر 2025 10:50 مـ 29 ربيع أول 1447 هـ
عناصر حوثية
عناصر حوثية

وصف وزير الإعلام والثقافة والسياحة، معمر الإرياني، يوم 21 سبتمبر 2014 بأنه "أحد أكثر الأيام سوادًا في تاريخ اليمن الحديث"، مؤكدًا أن اقتحام مليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران للعاصمة صنعاء لم يكن سوى انقلاب غاشم على الدولة والدستور والشرعية، تحت غطاء شعارات زائفة عن "الشراكة السياسية" و"الإصلاح الاقتصادي" و"تنفيذ مخرجات الحوار الوطني".

216.73.216.118

وفي تصريح موسع بمناسبة الذكرى العاشرة للانقلاب الحوثي، قال الإرياني إن ما جرى في ذلك اليوم لم يكن حدثًا عابرًا أو خلافًا سياسيًا، بل كان "حلقة مركزية في المخطط التوسعي الإيراني في المنطقة"، الذي يهدف إلى تحويل اليمن إلى قاعدة عسكرية وطائفية تهدد أمن واستقرار دول الجوار، وتُستخدم كمنصة لإطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة باتجاه المملكة العربية السعودية والإمارات، وتهديد خطوط الملاحة الدولية في البحر الأحمر وباب المندب.

انقلاب على الدولة.. وتقويض للثورة والمؤسسات

وأوضح الوزير أن الانقلاب الحوثي لم يستهدف فقط تغيير النظام السياسي، بل تقويض كل مكتسبات اليمنيين منذ ثورة 26 سبتمبر 1962، عبر السيطرة الكاملة على مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية والأمنية والقضائية، وإلغاء التعددية السياسية، وإغلاق عشرات القنوات الفضائية والصحف والمواقع الإعلامية، وتحويل أجهزة الدولة من أدوات خدمة للمواطنين إلى أدوات قمع ونهب وتجنيد قسري.

ولفت إلى أن المليشيا أقدمت على تفكيك الجيش الوطني وتفريغه من كوادره الوطنية، واستبداله بميليشيات طائفية مسلحة، كما ألغت الدستور، وحلت البرلمان، وأوقفت كل أشكال الحياة السياسية والحزبية، وأخضعت المجتمع لحكم ولاية الفقيه، مستخدمة العنف والترهيب والخطاب الطائفي لبسط سيطرتها.

نهب الخزينة.. وتجويع الشعب

وكشف الإرياني أن المليشيا نهبت منذ انقلابها ما يزيد عن 103 مليارات دولار أمريكي من الخزينة العامة والاحتياطي النقدي وأذون الخزانة والإيرادات العامة، بالإضافة إلى استيلائها على رواتب الموظفين المدنيين والعسكريين لسنوات طويلة، واستخدامها كأداة ضغط وابتزاز.

وأضاف أن المليشيا فرضت عشرات أنواع "الجبايات والإتاوات غير القانونية" على المواطنين والتجار والشركات، في ظل انهيار شبه كامل للخدمات العامة، ما دفع ملايين اليمنيين إلى حافة الفقر والجوع، وأدى إلى واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، بحسب تقارير الأمم المتحدة والمنظمات الدولية.

جرائم ضد الإنسانية.. وحقول الموت

وأشار الوزير إلى أن المليشيا ارتكبت منذ انقلابها عشرات الآلاف من الجرائم والانتهاكات الجسيمة بحق الشعب اليمني، بينها الاعتقالات التعسفية والإخفاء القسري والتعذيب الوحشي وتفجير المنازل وتهجير السكان قسرًا من مناطقهم، إضافة إلى تجنيد آلاف الأطفال وإرسالهم إلى جبهات القتال كوقود للحرب.

وأكد أن زراعة المليشيا لملايين الألغام الأرضية والعبوات الناسفة في القرى والمدن والطرقات، حولت اليمن إلى "حقول موت" تهدد حياة المدنيين، وتعرقل عودة النازحين، وتُعيق جهود إعادة الإعمار، مشيرًا إلى أن الألغام الحوثية لا تميز بين طفل وامرأة ومسن، وقد راح ضحيتها الآلاف من الأبرياء.

اليمن منصة عدوان إقليمي.. وذراع للحرس الثوري

وعلى الصعيد الإقليمي والدولي، أكد الإرياني أن المليشيا حولت الأراضي اليمنية إلى "قاعدة عسكرية إيرانية متقدمة"، تستهدف منها المدن والمنشآت المدنية في المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، وتهدد الممرات البحرية الحيوية بالصواريخ والطائرات المسيرة، ما يشكل خطرًا مباشرًا على التجارة العالمية وأمن الطاقة.

وشدد على أن التقارير الأممية والدولية، إضافة إلى الأدلة الميدانية، تثبت ارتباط المليشيا العضوي بالحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني، وأنها لا تتحرك إلا بأوامر من طهران، وأنها "مجرد أداة في يد المشروع الإيراني التخريبي" الذي يسعى لزعزعة استقرار المنطقة وزرع الفوضى فيها.

جريمة لن تُنسى.. ونضال مستمر لإسقاط الانقلاب

وختم الإرياني تصريحه بالتأكيد على أن "جريمة 21 سبتمبر ستظل وصمة عار في جبين التاريخ اليمني"، ودليلًا دامغًا على خطورة المشروع الإيراني وطبيعته التدميرية، مؤكدًا أن الشعب اليمني، رغم كل المعاناة، ما زال صامدًا ومتمسكًا بحقه في استعادة دولته ومؤسساته الشرعية، وأنه لن يهدأ أو يستكين حتى يسقط الانقلاب ويعود اليمن دولة مدنية حديثة تعيش في أمن وسلام.

وأضاف: "لن يمر يوم 21 سبتمبر كذكرى عابرة، بل كمحطة تذكير للعالم بحجم الجريمة التي ارتكبت بحق اليمن، وبمسؤولية المجتمع الدولي في دعم الشعب اليمني لاستعادة حريته وسيادته، ومحاسبة كل من ساهم في هذا الانقلاب أو موله أو غطاه".

يصادف 21 سبتمبر من كل عام ذكرى اقتحام مليشيا الحوثي للعاصمة صنعاء عام 2014، في خطوة مهدت لانقلابها الكامل على الدولة، ودفع اليمن إلى حرب طاحنة لا تزال مستمرة حتى اليوم، خلفت مئات الآلاف من الضحايا، وملايين النازحين، وأسوأ أزمة إنسانية في العالم وفق تصنيف الأمم المتحدة.

موضوعات متعلقة