الإثنين 22 سبتمبر 2025 08:40 مـ 30 ربيع أول 1447 هـ
المشهد اليمني
رئيس التحرير عبد الرحمن البيل
Embedded Image
×

الأمير تركي الفيصل: العالم يدخل ”عصر الوحوش” وهذه الدولة هي التهديد الأكبر على المنطقة

الإثنين 22 سبتمبر 2025 10:02 مـ 30 ربيع أول 1447 هـ
تركي الفيصل
تركي الفيصل

حذّر الأمير تركي الفيصل، رئيس مجلس إدارة مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، من أن العالم يواجه مرحلة خطيرة وصفها بـ"عصر الوحوش"، مشددًا على أن التعاون بين دول المتوسط بات ضرورة لمواجهة التحديات المتصاعدة.

جاءت تصريحات الأمير تركي خلال كلمة ألقاها في مدينة باليرمو الإيطالية يوم 18 سبتمبر 2025، ضمن فعالية نظمتها مؤسسة "ميد-أور" تحت عنوان المتوسط في عالم متغير.

وأكد الأمير تركي أن النظام الدولي يشهد حالة تهاوي غير مسبوقة مع تصاعد النزاعات وتراجع احترام القوانين الدولية، مستشهدًا بمقولة الفيلسوف الإيطالي أنطونيو غرامشي عقب الحرب العالمية الأولى: "الآن هو زمن الوحوش". وأشار إلى أن ما يجري في غزة والحرب الروسية على أوكرانيا، إضافة إلى الهجمات الإسرائيلية في المنطقة، كلها شواهد على هذا الانهيار.

وتطرق إلى دور السياسات الأمريكية في تعميق الأزمة، معتبرًا أن النهج الذي اتبعه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أسهم في إضعاف النظام الليبرالي الغربي، فيما دفعت محاولات واشنطن فرض إرادتها قوى كبرى مثل الصين وروسيا والهند إلى تعزيز تعاونها المشترك، الأمر الذي ينذر بتزايد الاستقطاب الدولي.

ونقل الأمير تركي تحذيرات شخصيات أمريكية بارزة، من بينها السفير السابق تشاس فريمان، التي تحدثت عن "موت العالم القديم وبداية صراعات جديدة".

وفي حديثه عن شرق المتوسط، قال إن المنطقة عاشت حروبًا مستمرة على مدى ثمانية عقود وسط قرارات أممية لم تُنفذ، معتبرًا أن "النفاق الدولي" يتجلى بوضوح في مواقف القوى الكبرى تجاه قضايا المنطقة. وشدد على أن غياب حل عادل للقضية الفلسطينية يضع الأمن الإقليمي في مهب الخطر ويغذي دوامة الصراعات.

وأكد أن مجلس الأمن الدولي أثبت عجزه عن وقف المجازر بسبب إساءة استخدام حق النقض "الفيتو"، لافتًا إلى أن الحرب المستمرة في غزة تمثل المثال الأبرز على هذا القصور.

وفيما يتعلق بدور المنطقة، شدد الأمير تركي على أن دول مجلس التعاون الخليجي قادرة على المساهمة في قيادة مسار السلام بالتعاون مع شركاء دوليين، مشيرًا إلى أن إسرائيل ما زالت تمثل التهديد الأكبر على مستقبل الشرق الأوسط.

وكشف أن المملكة العربية السعودية تعمل مع فرنسا لدفع الاعتراف بالدولة الفلسطينية في إطار تمهيد الطريق نحو حل الدولتين، داعيًا إيطاليا للانضمام إلى هذا الجهد. وأكد أن الموقف الإيطالي من الحرب في أوكرانيا ينبغي أن يترافق مع إدانة واضحة للاحتلال الإسرائيلي.

واختتم الأمير تركي الفيصل كلمته بالتشديد على أن بناء نظام دولي أكثر عدلًا لا يمكن أن يتحقق دون معالجة القضايا الكبرى في المناطق الأكثر استراتيجية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية.

216.73.216.118

موضوعات متعلقة