الحوثيون يعلنون رسميًا عن أهداف ”نكبة 21 سبتمبر 2014م”

أعلنت جماعة الحوثي، رسميًا، عن ما تصفه بـ"أهداف ثورة 21 سبتمبر 2014م"، وذلك عشية الاحتفال بذكرى سيطرتها على العاصمة صنعاء، في خطاب ألقاه زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، متجاهلة الأوصاف الواسعة التي يطلقها اليمنيون على الحدث باعتباره "نكبة" ألقت بظلالها الثقيلة على البلاد منذ أكثر من عقد.
216.73.216.39
وتداولت وسائل الإعلام التابعة للحوثيين ثمانية أهداف رئيسية لما تسميه الجماعة "الثورة"، كان أبرزها: الاهتمام بالقضية الفلسطينية، والدفاع عن ما أسمته الهوية الإيمانية، إلى جانب الحفاظ على السلم الاجتماعي، وإعادة بناء الجيش على أسس جديدة.
واعتبر مراقبون يمنيون أن الحوثيين يحاولون من خلال هذه الأهداف، الهروب من مسؤولياتهم تجاه الواقع اليمني المنهار سياسيًا واقتصاديًا، ولفت الأنظار إلى قضايا خارجية، في مقدمتها القضية الفلسطينية، في حين يتهمهم الشارع اليمني بتدمير الهوية الوطنية ومحاولة فرض هوية مذهبية بديلة تخدم المشروع الإيراني في المنطقة.
وأشار آخرون إلى التناقض الصارخ بين مزاعم الحوثيين حول السلم الاجتماعي، وبين ممارساتهم القائمة على العنصرية، والتمييز الطبقي، وإقصاء المخالفين، مؤكدين أن إعادة بناء الجيش وفق "أسس طائفية" لا يمكن أن تسهم في تحقيق أي استقرار.
وفي هذا السياق، استحضر اليمنيون عبر منصات التواصل الاجتماعي أهداف ثورة 26 سبتمبر 1962م، التي أطاحت بالنظام الإمامي، مؤكدين التباين الواضح بينها وبين ما أعلنه الحوثيون.
أهداف ثورة 26 سبتمبر 1962م:
1. التحرر من الاستبداد والاستعمار ومخلفاتهما، وإقامة حكم جمهوري عادل يزيل الفوارق بين الطبقات.
2. بناء جيش وطني قوي لحماية البلاد وحراسة الثورة ومكاسبها.
3. رفع مستوى الشعب اقتصاديًا واجتماعيًا وسياسيًا وثقافيًا.
4. إنشاء مجتمع ديمقراطي تعاوني عادل مستمد من روح الإسلام الحنيف.
5. تحقيق الوحدة الوطنية في إطار الوحدة العربية الشاملة.
6. احترام مواثيق الأمم المتحدة والمنظمات الدولية، والتمسك بمبدأ الحياد الإيجابي وعدم الانحياز، والعمل من أجل السلام العالمي والتعايش السلمي.
أهداف "ثورة" الحوثيين 21 سبتمبر بحسب مراقبين:
1. ترسيخ الاستبداد، وربط اليمن بالوصاية الإيرانية، وإعادة نظام طبقي يمنح الامتيازات لفئة محددة.
2. بناء ميليشيات مسلحة خارج إطار الدولة، لإضعاف الجيش الرسمي وتقويض الثورة الجمهورية.
3. تدهور المستوى المعيشي للشعب في جميع الجوانب.
4. إنشاء نظام فردي استبدادي، يستمد سلطته من زعيم الجماعة، بعيدًا عن قيم العدل والشورى.
5. السعي نحو تقسيم اليمن وتعميق الانقسامات الداخلية، ومعاداة الدول العربية.
6. انتهاك القوانين الدولية، والتحريض على الحروب والصراعات، ورفض التعايش السلمي.
وعلى الرغم من إعلان الحوثيين لأهدافهم بشكل رسمي، يرى المواطنون أن ما تحقق خلال 11 عامًا من سيطرة الجماعة هو تدهور شامل في مؤسسات الدولة، وغياب العدالة، وانهيار الاقتصاد، وتوسع الفقر والجوع والبطالة، مقابل ازدهار النخب المرتبطة بالجماعة.
في المقابل، لا تزال ثورة 26 سبتمبر تحظى بمكانة كبيرة في نفوس اليمنيين، بوصفها محطة تحرر وطني من نظام إمامي كهنوتي، يشبهه كثيرون بالنموذج الذي تسعى جماعة الحوثي لإعادته بصيغة أكثر تشددًا وارتباطًا بالخارج.