هل أصبحت الأسواق في تعز ساحة عسكرية؟ دبابة تجوب وسط المتسوقين وتثير الذعر

شهدت مدينة تعز، اليوم، موجة غضب واستنكار واسعة بين أوساط المواطنين بعد دخول دبابة عسكرية إلى أحد الأسواق الرئيسية في قلب المدينة، في مشهد وصفه السكان بأنه "استفزازي وغير مسؤول"، ويشكل تهديداً مباشراً لسلامة المدنيين، لا سيما في ظل الازدحام الشديد الذي يشهده السوق خلال هذه الفترة.
216.73.216.51
وبحسب شهود عيان ومصادر محلية، فإن الدبابة دخلت السوق دون سابق إنذار أو تدابير أمنية مرافقة، ما أثار حالة من الذعر بين الباعة والمتسوقين، الذين اضطروا إلى التدافع والفرار من أماكنهم خشية وقوع حادث أو اشتباك مفاجئ. ووثّق مقطع فيديو متداول على وسائل التواصل الاجتماعي لحظة تجوّل الدبابة وسط الأكشاك والمحال التجارية، في مشهد أثار استهجاناً واسعاً.
وأعرب عدد من المواطنين عن استيائهم الشديد، مؤكدين أن مثل هذه التحركات العسكرية داخل الأحياء المدنية والأسواق المزدحمة لا تخدم الأمن العام، بل تُشعر السكان بالقلق والترهيب، خاصةً في ظل الوضع الأمني والاقتصادي الهش الذي تعيشه المدينة منذ سنوات.
وقال أحد الباعة، الذي فضّل عدم ذكر اسمه، لمراسلنا: "كيف لدبابة أن تدخل سوقاً مليئاً بالأطفال والنساء دون أي تنسيق أو اعتبار لسلامة الناس؟ هذا ليس تأميناً، بل استعراض قوة في غير محله".
وفي سياق متصل، طالب ناشطون محليون ووجهاء من أبناء تعز السلطات الأمنية والعسكرية باتخاذ إجراءات فورية لمنع دخول المدرعات والآليات القتالية إلى المناطق المدنية، مشددين على أن حماية المدنيين وضمان سلامتهم يجب أن تكون أولوية قصوى، لا أن تُستخدم الشوارع والأسواق كمسارٍ لتحركات عسكرية قد تؤدي إلى كوارث إنسانية.
وأشارت مصادر أمنية إلى أن الحادثة قيد التحقيق، مؤكدة أن هناك توجيهات بإعادة تقييم خطوط تحرك الوحدات العسكرية داخل المدينة، وتفادي المرور عبر المناطق الحيوية والتجارية إلا في حالات الطوارئ القصوى وبتنسيق مسبق مع الجهات المختصة.
ويأتي هذا الحادث في وقت تسعى فيه السلطات المحلية في تعز إلى إعادة الاستقرار وتحسين الأوضاع المعيشية للمواطنين، ما يجعل مثل هذه الممارسات عائقاً أمام جهود بناء الثقة بين المؤسسات الأمنية وأبناء المجتمع.