سباق الاستثمار في سوق السيارات الكهربائية بين المغرب وتركيا لتعزيز التصنيع والتصدير إلى أوروبا

تشهد سوق السيارات الكهربائية في أوروبا منافسة محتدمة بين المغرب وتركيا، حيث تتسابق الدولتان لجذب استثمارات ضخمة من الشركات الصينية والأوروبية، خاصة بعد فرض الاتحاد الأوروبي رسومًا تعويضية على واردات السيارات الكهربائية القادمة من الصين، ويهدف هذا التوجه إلى إقامة قواعد تصنيع بديلة قريبة من الأسواق الأوروبية.
المغرب: الاستثمار في الموقع الجغرافي والمعادن الحيوية
216.73.216.56
يعتمد المغرب على موقعه الاستراتيجي القريب من أوروبا، إضافة إلى شبكة واسعة من الاتفاقيات التجارية، لجذب استثمارات تقترب قيمتها من 10 مليارات دولار في قطاع السيارات الكهربائية.
تركز هذه الاستثمارات على:
-
التصنيع المحلي للسيارات الكهربائية لتلبية احتياجات السوق الأوروبية.
-
استغلال الموارد المعدنية الحيوية مثل الكوبالت والليثيوم، التي تُعد ضرورية لصناعة بطاريات السيارات الكهربائية.
ويهدف المغرب من خلال هذه الخطوات إلى ترسيخ مكانته كمنصة إقليمية رئيسية لتصدير السيارات الكهربائية إلى أوروبا والأسواق المجاورة، مما يعزز دوره في الصناعة الخضراء.
تركيا: بوابة الشركات الصينية الكبرى إلى السوق الأوروبية
في المقابل، تتجه أنظار الشركات الصينية إلى السوق التركية، حيث تشهد تركيا استثمارات ضخمة في قطاع السيارات الكهربائية، أبرزها:
-
شركة شيري التي أعلنت عن استثمار مليار دولار لإنشاء مصنع في مدينة سامسون، بطاقة إنتاجية تبلغ 200 ألف سيارة سنويًا.
-
شركة بي واي دي (BYD) التي أسست في مدينة مانيسا واحدًا من أكبر مصانعها خارج الصين، متضمناً مركزًا متكاملاً للبحث والتطوير.
-
شركة SWM Motors التي تستعد لإطلاق عمليات إنتاجية في مدينة أسكيشهير، لتقوية حضورها في أوروبا.
تعكس هذه الاستثمارات تحول تركيا إلى وجهة أساسية للشركات الصينية في صناعة السيارات الكهربائية.
دعم أوروبي وتركيز على التصنيع المحلي في تركيا
لم يقتصر الدعم على الصين فقط، إذ تواصل مجموعات رينو وستيلانتيس إنتاج طرازات موجهة للتصدير إلى أوروبا من المصانع التركية. كما خصص الاتحاد الأوروبي ضمن برنامج Horizon Europe نحو مليار يورو لدعم صناعة السيارات التركية في الفترة بين 2021 و2027، مما يؤكد الرهان الأوروبي على تركيا كمركز صناعي استراتيجي للقطاع.
تُعد تركيا حاليًا رابع أكبر سوق للسيارات الكهربائية في أوروبا من حيث المبيعات خلال النصف الأول من عام 2025، مدعومة بحوافز حكومية وإعفاءات ضريبية، مما يعزز قدرتها على جذب الاستثمارات وزيادة المبيعات المحلية.
المنافسة بين المغرب وتركيا على ريادة صناعة السيارات الكهربائية
يجسد النمو السريع في قطاع السيارات الكهربائية في كل من المغرب وتركيا تنافسًا مباشرًا بين البلدين، حيث يسعى المغرب للاستفادة من موارده المعدنية وموقعه الاستراتيجي، في حين تركز تركيا على استقطاب الاستثمارات الصينية والأوروبية، مدعومة بدعم حكومي قوي وبرامج تمويل أوروبية.
يبدو أن السوق الأوروبية للسيارات الكهربائية ستشهد في السنوات القادمة تغيرات جوهرية مع توطين صناعة السيارات في هذه الدول، وهو ما قد يعيد تشكيل خارطة الصناعة الخضراء في المنطقة.