الثلاثاء 23 سبتمبر 2025 11:16 مـ 1 ربيع آخر 1447 هـ
المشهد اليمني
رئيس التحرير عبد الرحمن البيل
Embedded Image
×

”زوجة عمه كانت الضحية... والقاتل قيادي حوثي! ما الذي دفعه لفعلته قبل المغرب؟”

الأربعاء 24 سبتمبر 2025 12:34 صـ 2 ربيع آخر 1447 هـ
القاتل
القاتل

هزّت جريمة قتل بشعة مساء الثلاثاء، مديرية شرعب السلام في محافظة تعز، لتُضيف فصلاً جديداً إلى سلسلة الجرائم التي تعكس حالة الانهيار الأمني والانفلات الذي تعيشه المناطق الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي، وذلك بعد أيام فقط من اغتيال مديرة صندوق النظافة والتحسين، الأستاذة افتهان المشهري، في حادثة أثارت غضباً واسعاً على مستوى المحافظة والبلاد.

216.73.216.39

وبحسب مصادر محلية موثوقة، فإن القيادي الحوثي المدعو مجيب السيد، أقدم على ارتكاب جريمة القتل بدم بارد، حيث أطلق وابلاً من الرصاص على زوجة عمه – وهي شقيقة والده عبدالقوي السيد – داخل منزلها الواقع في قرية السهيلة بعزلة بني وهبان، قبل أن يلوذ بالفرار دون أن يُمسك به أو يُقدّم للعدالة.

وأكدت المصادر أن الجريمة وقعت قبل صلاة المغرب، في مشهد وصفه شهود عيان بأنه "مروع"، حيث لم تُبدِ الضحية أي مقاومة، ولم يُعرف حتى اللحظة الدافع الحقيقي وراء الجريمة، ما يثير تساؤلات حول ما إذا كانت ذات خلفية شخصية أم مرتبطة بصراعات داخلية بين أجنحة المليشيا، أو مجرد انعكاس لحالة الفوضى التي تسمح لأي مسلح – حتى لو كان من القيادات – بارتكاب جرائم دون خوف من المساءلة.

غضب شعبي واسع واتهامات للحوثيين بالتغطية

وأثارت الجريمة موجة من الصدمة والغضب بين أهالي المنطقة، الذين اعتبروا أن ما حدث ليس مجرد جريمة فردية، بل مؤشر صارخ على انعدام سلطة القانون، وتحول المناطق الخاضعة للحوثيين إلى ساحات للقتل والانتقام، حيث يسود منطق السلاح ويُهمّش صوت العدالة.

وقال أحد وجهاء المنطقة لمراسلنا:

"هذا ليس أول جريمة، ولن تكون الأخيرة، طالما أن المليشيا تحمي مرتكبيها وتغطي عليهم. حتى القيادات لديها حصانة غير معلنة، والضحية دائماً المواطن العزل".

تعز.. عقدة العنف المستمر منذ عشر سنوات

وتُعد هذه الجريمة الأحدث في سلسلة طويلة من الاغتيالات والجرائم العشوائية التي تشهدها محافظة تعز منذ اندلاع الحرب قبل نحو عقد، حيث تحولت المدينة – التي كانت يوماً ما عاصمة الثقافة اليمنية – إلى بيئة خصبة للانفلات الأمني، سواء في المناطق الخاضعة للحوثيين أو حتى في بعض الجيوب المحررة التي تعاني من ضعف المؤسسات الأمنية وانتشار السلاح.

وتأتي الجريمة في توقيت حساس، بعد أقل من أسبوع على اغتيال الأستاذة افتهان المشهري، وهي موظفة حكومية نفذت مهامها بإخلاص في ظل ظروف صعبة، ما يُعيد إلى الأذهان أن العنف في تعز لم يعد يستثني أحداً – لا امرأة، ولا موظفاً، ولا حتى قريبًا من قيادات المليشيا.

غياب التحقيق والمساءلة.. سياسة ممنهجة؟

ما يزيد من خطورة المشهد، هو غياب أي تحرك رسمي من قبل سلطات الأمر الواقع الحوثية للتحقيق في الجريمة أو حتى إصدار بيان يدينها، في حين تُسرّب معلومات عن محاولات للضغط على ذوي الضحية لقبول "الدية" أو التنازل، وهو ما يُعدّ ممارسة ممنهجة لاحتواء الجرائم دون معالجة جوهرها.

نداءات أهلية: كفى صمتاً!

في المقابل، تتصاعد الأصوات الأهلية المطالبة بوقف هذا النزيف، وتحميل المليشيا الحوثية المسؤولية الكاملة عن تفشي الجريمة، وتطالب المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية بالتدخل لوقف ما وصفوه بـ"حكم العصابات" الذي يُدار باسم الدين والسياسة.

بينما تغرق تعز في دوامة العنف، تبقى الجرائم المتتالية – كالتي وقعت في شرعب السلام – شاهداً صارخاً على فشل أي سلطة في بسط الأمن أو حماية المدنيين. والسؤال الأكبر الذي يطرحه أهالي تعز اليوم:

إلى متى سيستمر الصمت؟ ومن سيوقف هذا الانهيار؟