مقولة شعبية عمرها قرون تُنبّه: الخريف يُسدل الستار!

أعلن الباحث الفلكي والمناخي اليمني المعروف، محمد عياش، عن دخول اليمن رسميًّا في أيام "سابع علان"، التي تمتد من 5 إلى 17 أكتوبر من كل عام، مُشيرًا إلى أن هذه الفترة تُعدّ آخر معالم موسم الخريف لعام 2025.
216.73.216.22
وأوضح عياش في تصريح خاص أن "سابع علان" يُمثل المرحلة النهائية من التقلبات الجوية المرتبطة بموسم الخريف، والتي تشهد عادةً تراجُعًا تدريجيًّا في نشاط تشكُّل السحب الممطرة على المرتفعات الغربية من اليمن، ليتركّز هذا النشاط لاحقًا على سهول تهامة والمرتفعات المحاذية لها، قبل أن ينحسر تمامًا مع اقتراب فصل الشتاء.
وأشار الباحث الفلكي إلى أن هذه الفترة تُعدّ من أبرز المحطات المناخية في التقويم الشعبي اليمني، حيث يُراقب فيها المزارعون والرعاة التغيرات الجوية بدقة، استعدادًا لانتقال تدريجي إلى الظروف المناخية الخاصة بفصل الشتاء.
ولفت عياش إلى أن هناك مقولة شعبية راسخة في الذاكرة اليمنية تؤكد هذه الظاهرة، وتقول:
"إذا لَمع بارِق تهامة.. ودَّع خريف السلامة"،
مُفسّرًا أن وميض البرق في سماء تهامة يُعدّ إشارة واضحة على أن موسم الخريف قد بلغ نهايته، وأن الأمطار المرتبطة به ستبدأ في التراجع، لتُفسح المجال أمام جفاف نسبي يسبق قدوم المنخفضات الجوية الشتوية.
وأضاف عياش أن هذه الملاحظات لا تُعدّ مجرد تراث شعبي، بل تتماشى إلى حدٍّ كبير مع المعطيات العلمية الحديثة المتعلقة بحركة التيارات الهوائية وتوزيع الرطوبة في المنطقة خلال هذا الوقت من العام، ما يعكس عمق المعرفة المناخية التي امتلكها الأجداد عبر مراقبتهم الدقيقة للطبيعة.
وخلص الباحث الفلكي إلى التأكيد على أن نهاية الخريف لا تعني بالضرورة انقطاع الأمطار تمامًا، لكنها تشير إلى تغيّر في نمط هطولها وانتقال مركز النشاط الجوي من المرتفعات إلى السهول الغربية، وهو ما يُعدّ مؤشرًا طبيعيًّا على اقتراب فصل جديد من فصول السنة، يحمل معه طقسًا مختلفًا وتحديات مناخية جديدة.
يُذكر أن الباحث محمد عياش يُعدّ من أبرز المتابعين للظواهر الفلكية والمناخية في اليمن، وقدّم عبر سنوات طويلة سلسلة من التحليلات الدقيقة التي تجمع بين العلم الحديث والتراث الشعبي، ما جعله مرجعًا موثوقًا لدى العديد من الجهات الرسمية والمجتمعات المحلية.