السبت 11 أكتوبر 2025 11:26 مـ 19 ربيع آخر 1447 هـ
المشهد اليمني
رئيس التحرير عبد الرحمن البيل
Embedded Image
×

عدن تُعاني من موجة رطوبة خانقة تُثقل كاهل السكان رغم استقرار درجات الحرارة الموسمية

الأحد 12 أكتوبر 2025 12:29 صـ 20 ربيع آخر 1447 هـ
عدن
عدن

شهدت العاصمة المؤقتة عدن، اليوم السبت، موجة رطوبة مرتفعة غير مسبوقة، ألقت بظلالها الثقيلة على حياة المواطنين، وفاقمت شعورهم بالحرارة والإنهاك، حتى في ساعات الصباح الباكر التي عادةً ما تكون أكثر اعتدالًا. ورغم أن درجات الحرارة لم تخرج عن المعدلات الموسمية المعتادة في هذا الوقت من العام، فإن ارتفاع نسبة الرطوبة في الجو حوّل الأجواء إلى ما يشبه "الساونا" الطبيعية، ما جعل التنفس صعبًا داخل المنازل ووسائل النقل العامة على حد سواء.

216.73.216.162

وأفاد سكان محليون من مختلف مناطق المدينة — خصوصًا في المديريات الساحلية مثل التواهي، والمنصورة، والشيخ عثمان — بأنهم يشعرون بضيق في التنفس، وزيادة في التعرّق، حتى دون بذل أي مجهود بدني، مشيرين إلى أن غياب النسيم البحري المعتاد، وتراجع حركة الرياح بشكل ملحوظ، زاد من شعور الاختناق والانزعاج.

وقال المواطن أحمد باعمر، وهو موظف حكومي من سكان مديرية المعلا: "حتى فتح النوافذ لم يعد يُجدي نفعًا، فالهواء الخارجي مشبع بالرطوبة لدرجة أنك تشعر وكأنك تتنفس بخارًا. الأطفال وكبار السن هم الأكثر تأثرًا، وقد لاحظنا ازدياد حالات الصداع والدوار بينهم".

من جهته، أوضح خبير الأرصاد الجوية، المهندس فؤاد الحسني، أن "الرطوبة النسبية في عدن وصلت اليوم إلى مستويات تجاوزت 85% في بعض الأوقات، وهو ما يُضاعف الإحساس بدرجة الحرارة الفعلية. فعلى سبيل المثال، إذا كانت الحرارة 32°م، فإن مؤشر الحرارة (Heat Index) قد يرتفع إلى ما يعادل 40°م أو أكثر بسبب الرطوبة العالية".

وأضاف الحسني أن هذه الظاهرة ليست نادرة في فصل الخريف على سواحل البحر العربي، لكنها هذا العام جاءت مبكرة وشديدة، وقد تستمر لعدة أيام قادمة، داعيًا المواطنين — خصوصًا مَن يعانون من أمراض تنفسية أو قلبية — إلى تجنب التعرض الطويل للهواء الخارجي، وزيادة شرب السوائل، والحرص على تهوية المنازل باستخدام مراوح أو مكيفات إن أمكن.

وتشير التوقعات الجوية إلى أن الوضع قد يشهد تحسنًا تدريجيًّا مع نهاية الأسبوع، مع عودة تدفق الرياح الموسمية التي تساعد في تخفيف كثافة الرطوبة، إلا أن ذلك يبقى رهينًا بتطورات الحالة الجوية في المنطقة.

وفي ظل غياب حلول هيكلية لمواجهة مثل هذه التقلبات المناخية، يبقى سكان عدن رهائن لعوامل الطقس، التي باتت تُلقي بظلالها ليس فقط على صحتهم، بل أيضًا على أدائهم اليومي في العمل والدراسة، في مشهد يعكس هشاشة البنية التحتية وقدرة المدينة على التكيّف مع التغيرات المناخية المتزايدة.

موضوعات متعلقة