• الرئيسية
• المشهد الدولي

شهدت جلسة الكنيست الإسرائيلي، اليوم الاثنين، حادثة لافتة بعدما تم طرد أيمن عودة من الكنيست برفقة زميله النائب عوفر كسيف، عقب مقاطعتهما خطاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي ألقاه أمام أعضاء الكنيست ضمن زيارته الرسمية لإسرائيل.

216.73.216.162

ورفع النائبان لافتة كتب عليها "اعترفوا بفلسطين"، ما أثار حالة من الجدل داخل القاعة، قبل أن يتدخل الأمن ويقوم بإخراجهما وسط تصفيق بعض النواب واعتراض آخرين.

أيمن عودة يوضح سبب اعتراضه خلال كلمة ترامب

عقب إخراجه من الجلسة، نشر النائب أيمن عودة تغريدة على حسابه الرسمي بمنصة "إكس"، قال فيها: "لقد أبعدوني من الجلسة العامة فقط لأنني طالبتُ بأبسط الحقوق، وهو الاعتراف بدولة فلسطينية"، مضيفًا أن هذا المطلب يحظى بتأييد المجتمع الدولي بأسره.

وأكد عودة أن "هناك شعبين على هذه الأرض، ولن يرحل أي منهما"، مشددًا على أن السلام الحقيقي لا يمكن تحقيقه إلا من خلال الاعتراف المتبادل ورفع الاحتلال، معتبرًا أن طرده يعكس انعدام التسامح مع الأصوات المطالبة بالعدالة.

عوفر كسيف: لم نأت للتشويش بل للمطالبة بالعدالة

من جانبه، نشر النائب عوفر كسيف تدوينة عبر صفحته الرسمية قال فيها إن رفع اللافتة لم يكن بهدف التشويش على كلمة ترامب، بل للتأكيد على ضرورة تحقيق العدالة للشعبين الفلسطيني والإسرائيلي.

وأضاف أن السلام الحقيقي الذي ينقذ كلا الشعبين من الدمار لن يتحقق إلا بإنهاء الاحتلال والفصل العنصري وإقامة دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل، داعيًا الإسرائيليين إلى رفض سياسات الحكومة التي وصفها بـ"الدموية".

الجلسة تشهد إشادات بترامب على خلفية دوره في صفقة الأسرى

وشهدت الجلسة العامة للكنيست إشادات متتالية بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي تمت دعوته تقديرًا لدوره في إنجاز اتفاق تبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة حماس، والذي تضمن الإفراج عن 20 محتجزًا إسرائيليًا مقابل إطلاق سراح 154 أسيرًا فلسطينيًا نقلوا إلى مصر تمهيدًا لترحيلهم.

وأكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال كلمته أن هذا اليوم "سيُخلّد في تاريخ الشعب الإسرائيلي"، معتبرًا أن ما تحقق يمثل خطوة نحو السلام الدائم بوساطة أمريكية ومصرية.

خلفية عن زيارة ترامب إلى إسرائيل ومشاركته في قمة شرم الشيخ

تأتي زيارة ترامب إلى إسرائيل ضمن جولته الإقليمية التي تشمل المشاركة في قمة شرم الشيخ للسلام، بمشاركة أكثر من 30 دولة ومنظمة دولية، بهدف تعزيز جهود وقف إطلاق النار في غزة ودعم خطة السلام الجديدة التي طرحها ترامب لتحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط.

ووفق بيان الرئاسة المصرية، فإن القمة تهدف إلى وضع أسس حقيقية لمرحلة جديدة من الأمن الإقليمي، وفتح مسار دائم للتسوية السياسية وإنهاء الصراع في المنطقة.

ردود الفعل الإسرائيلية والدولية على الحادثة

أثارت واقعة طرد أيمن عودة من الكنيست تفاعلاً واسعًا على منصات التواصل الاجتماعي، إذ اعتبرها البعض انتهاكًا لحرية التعبير، فيما رآها آخرون محاولة لإفساد جلسة رسمية مخصصة للاحتفاء بالسلام.

في المقابل، عبّر مراقبون سياسيون عن أن موقف عودة وكسيف يعكس تنامي المعارضة داخل إسرائيل لسياسات الاحتلال، مؤكدين أن مطلب الاعتراف بفلسطين أصبح ضرورة لا يمكن تجاهلها في أي عملية سلام قادمة.

تطورات منتظرة بعد قمة شرم الشيخ

من المتوقع أن تشهد الساعات المقبلة تطورات سياسية مهمة في ضوء مشاركة ترامب وزعماء العالم في قمة شرم الشيخ، حيث تسعى القاهرة بالتنسيق مع واشنطن والدوحة إلى تثبيت وقف إطلاق النار الكامل في غزة، ودفع مسار الحل السياسي القائم على حل الدولتين.

ويرى محللون أن الحادثة التي شهدها الكنيست الإسرائيلي اليوم قد تفتح بابًا جديدًا للنقاش حول ضرورة الاعتراف بدولة فلسطين كشرط أساسي لتحقيق العدالة والسلام الدائم في المنطقة.