الثلاثاء 14 أكتوبر 2025 10:55 مـ 22 ربيع آخر 1447 هـ
المشهد اليمني
رئيس التحرير عبد الرحمن البيل
Embedded Image
×

”من الثانوية إلى مدير مدرسة! كيف حصل نجل المتوفى على منصب لا يستحقه في إب؟”

الثلاثاء 14 أكتوبر 2025 09:42 مـ 22 ربيع آخر 1447 هـ
تعبيرية
تعبيرية

كشفت مصادر تربوية مطلعة في محافظة إب، الخاضعة لسيطرة مليشيات الحوثي، عن قرار إداري أثار موجة واسعة من الاستياء داخل أوساط الكادر التعليمي، يتمثّل في تعيين نجل مدير مدرسة متوفى في المنصب ذاته، رغم غياب أي مؤهلات تربوية أو إدارية تؤهّله لهذا الدور الحيوي.

ووفق وثيقة رسمية صادرة عن مكتب التربية والتعليم في ريف إب، فقد تم تعيين الشاب "قصي عادل حمود عبدالجليل آل قاسم" مديرًا لمدرسة الفتح، بناءً على قرار صادر عن المجلس المحلي في المديرية، وذلك عقب وفاة والده الذي كان يشغل المنصب ذاته لسنوات.

وأشارت الوثيقة إلى أن المعيّن الجديد لا يحمل سوى شهادة الثانوية العامة، ولا يمتلك رقمًا وظيفيًا رسميًا في سجلات وزارة التربية أو ديوان الخدمة المدنية، ما يجعل تعيينه مخالفًا صراحةً للوائح التنظيمية التي تشترط توافر المؤهل الأكاديمي والخبرة الإدارية لأي تعيين في المناصب القيادية داخل المؤسسات التعليمية.

الأمر الذي زاد من حدة الغضب، بحسب مصادر محلية، هو تجاهل القرار للوكيل الحالي للمدرسة، الذي يمتلك شهادة جامعية وخبرة إدارية تمتد لأكثر من 27 عامًا، منذ عام 1997، ويُعد – وفقًا للنظام الوظيفي المعتمد – الأحق بالترقية إلى منصب مدير المدرسة عند شغوره.

ويُنظر إلى هذه الخطوة على أنها انعكاس لظاهرة "التوارث الوظيفي" التي باتت منتشرة في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية، حيث تُهمَش الكفاءة والخبرة لصالح العلاقات الشخصية أو الولاءات القبلية، ما يُضعف منظومة التعليم ويزيد من تآكل معايير النزاهة المهنية.

ويتساءل معلمون ومسؤولون تربويون في إب عن مصير مبدأ الجدارة في التعيينات، مطالبين الجهات الرقابية – إن وُجدت – بالتدخل العاجل لإلغاء قرار يُعدّ مخالفًا للقانون وضربة قاصمة لمبدأ تكافؤ الفرص داخل القطاع التعليمي المتعثّر أصلاً.