الحوثيون يُسخّرون مأساة غزة لـ«صفقات دعائية» و«تحشيد طائفي» داخلي — خبير عسكري: «لا غزة نصروا، ولا أراحوا اليمنيين»
في تحليلٍ لاذعٍ لكيفية استغلال جماعة الحوثي للأزمة الإنسانية في قطاع غزة، وصف الخبير العسكري اليمني محمد الكميم تصريحات قيادات الميليشيا حول «استثمار رصيد صنعاء السياسي في حرب غزة» بأنها دليلٌ صريحٌ على أن مواقف الجماعة لا تستند إلى مبادئ أو قيم إنسانية، بل إلى «صفقات ومشروعات دعائية قذرة» تخدم أجنداتها الداخلية والخارجية.
وقال الكميم إن الجماعة، التي تسيطر على العاصمة صنعاء ومناطق واسعة من شمال اليمن، تستغل المعاناة الفلسطينية ليس من باب التضامن، بل كأداةٍ لتكريس خطابها الطائفي، و«تخويف المجتمع»، وتعزيز قبضتها الأمنية والسياسية على المناطق الخاضعة لسيطرتها. ولفت إلى أن هذا الخطاب يُستخدم أيضاً لطمس الهوية الوطنية الجامعة والهروب من مسؤولياتها تجاه المواطنين الذين يعانون من أوضاع إنسانية واقتصادية متردية تحت حكمها.
«الموت لأمريكا» شعار… والرصاص يُوجَّه لليمنيين
وأوضح الكميم أن الجماعة تروّج داخلياً لخطابٍ عاطفي مُضلّل، يركّز على شعارات مثل «الموت لأمريكا وإسرائيل»، في حين أن «هم لا يطلقون رصاصة إلا على أبناء اليمن». وأضاف:
«في الداخل، يستغلون مأساة غزة للتحشيد الطائفي وحروبهم الداخلية، ولتخدير الناس بخطاب عدائي زائف، بينما يواصلون قمع المعارضين وتجويع الشعب».
محاولة لكسر العزلة الدولية عبر دماء الفلسطينيين
أما على الصعيد الخارجي، فأشار الخبير العسكري إلى أن الجماعة تحاول «كسر عزلتها الدولية» من خلال التماهي مع القضية الفلسطينية، وتقديم نفسها كـ«حكومة أمر واقع» تستحق الاعتراف. لكنه شدّد على أن هذه المحاولات لا تعدو كونها «تسويقاً دعائياً» لا يغيّر من حقيقة أن الجماعة ما زالت طرفاً في صراع داخلي مدمّر، وتُمارس انتهاكات واسعة ضد المدنيين.
«يقدّمون أنفسهم كأبطال فلسطين، بينما يتجاهلون دماء اليمنيين التي تسيل يومياً في سجونهم وجبهاتهم»، قال الكميم، مُذكّراً بأن هذا الاستغلال يواكبه صمتٌ مطبقٌ عن معاناة الشعب اليمني، واستمرار سياسات القمع والتجويع التي تهدّد السلم الأهلي وتفاقم الأزمة الإنسانية.
شعارات زائفة لتمرير واقع بائس
وختم الكميم تصريحه بجملةٍ لاذعة تلخّص رؤيته للخطاب الحوثي:
«لا غزة نصروا بها، ولا أراحوا اليمنيين من مشروعهم الخبيث. مجرد شعارات زائفة لتمرير واقع بائس.»













