الجمعة 24 أكتوبر 2025 03:07 مـ 3 جمادى أول 1447 هـ
المشهد اليمني
رئيس التحرير عبد الرحمن البيل
Embedded Image
×

حماس تمدّ يدها للحوار: التزام بالهدنة ودعوة لإنهاء الانقسام الفلسطيني

الجمعة 24 أكتوبر 2025 04:10 مـ 3 جمادى أول 1447 هـ
حماس
حماس

أكدت حركة حماس خلال أكتوبر 2025 تمسكها باتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه مطلع الشهر نفسه بوساطة مصرية أمريكية مشتركة، مشددة على أنها ملتزمة بجميع بنود الاتفاق الهادف إلى تثبيت الهدوء في قطاع غزة.

وشمل الاتفاق ترتيبات ميدانية لوقف إطلاق النار وانسحابًا تدريجيًا للقوات الإسرائيلية من بعض المناطق داخل القطاع، إلى جانب اتفاق مبدئي على تبادل الأسرى بين الطرفين برعاية دولية، في خطوة لتهدئة الأوضاع وإعادة الثقة بعد شهور من التصعيد العسكري.

صفقة تبادل الأسرى وتسهيل إدخال المساعدات

تضمنت الهدنة التزامًا متبادلًا بالإفراج عن الأسرى، حيث أعلنت حماس استعدادها لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين المتبقين مقابل إفراج تل أبيب عن دفعات جديدة من الأسرى الفلسطينيين.

كما دعت الحركة الوسطاء الدوليين، وفي مقدمتهم مصر وقطر والأمم المتحدة، إلى ضمان تدفق المساعدات الإنسانية إلى غزة، مشددة على ضرورة تسريع دخول المواد الغذائية والطبية وإعادة تشغيل المعابر بشكل كامل لتخفيف معاناة السكان.

دعوة لتوحيد الصف وإنهاء الانقسام الفلسطيني

في موازاة التهدئة، وجّهت حماس دعوة رسمية للفصائل الفلسطينية لعقد حوار وطني شامل، مؤكدة أن إنهاء الانقسام أصبح ضرورة وطنية لا يمكن تأجيلها.

وأكدت الحركة أن الأولوية في المرحلة المقبلة هي توحيد المؤسسات الفلسطينية وتشكيل حكومة توافق تدير شؤون القطاع والضفة الغربية، استعدادًا لمرحلة سياسية جديدة قائمة على الشراكة الوطنية.

الرئاسة الفلسطينية تنتقد الممارسات الميدانية في غزة

وفي 22 أكتوبر 2025، أصدرت الرئاسة الفلسطينية بيانًا انتقدت فيه بعض عمليات الإعدام الميدانية التي وقعت في غزة، معتبرة أنها تقوض جهود المصالحة وتؤثر سلبًا على فرص توحيد الصف الفلسطيني.

ودعت الرئاسة جميع القوى والفصائل إلى ضبط النفس وتغليب لغة الحوار على أي ممارسات فردية يمكن أن تُستغل لإفشال جهود الوحدة الوطنية.

مواقف الفصائل الفلسطينية من مبادرة حماس

من جانبها، أكدت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين دعمها لأي خطوة من شأنها إنهاء الانقسام، مشددة على أن الوحدة الوطنية هي السلاح الأقوى في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي.

ورحبت الجبهة بمبادرة حماس للحوار، معربة عن أملها في أن تثمر الاجتماعات القادمة عن اتفاق عملي لتوحيد الصف، وتفعيل منظمة التحرير الفلسطينية كمرجعية سياسية جامعة لكل الفصائل.

تحديات مستقبل غزة بين المصالحة ونزع السلاح

رغم الأجواء الإيجابية، لا تزال الخلافات قائمة حول مستقبل حكم قطاع غزة، إذ تشير تقارير فلسطينية إلى أن حماس اقترحت تشكيل لجنة تكنوقراطية مستقلة لإدارة القطاع خلال المرحلة الانتقالية، بينما ترفض أطراف أخرى طرح ملف نزع سلاح المقاومة في الوقت الحالي، معتبرة أنه يجب أن يأتي ضمن تسوية شاملة تضمن إنهاء الاحتلال وتحقيق السيادة الفلسطينية.

تطورات مرتقبة

تأتي تحركات حماس لتثبيت الهدنة وتعزيز الحوار الوطني في لحظة حساسة من تاريخ القضية الفلسطينية، مع ارتفاع الآمال بإنهاء الانقسام المستمر منذ أكثر من 17 عامًا.

ومن المتوقع أن تستضيف القاهرة خلال الأسابيع المقبلة جولة جديدة من المشاورات بين الفصائل الفلسطينية، في محاولة لوضع خريطة طريق واضحة نحو الوحدة الوطنية والاستقرار في غزة.

موضوعات متعلقة