ارتكبت جرائم حرب بحق المدنيين.. الدعم السريع تعلن السيطرة على الفاشر بعد حصار 18 شهراً
أعلنت مليشيات الدعم السريع الاستيلاء على مقر القيادة العسكرية في مدينة الفاشر، آخر معاقل الجيش السوداني في إقليم دارفور، في تطور يُمثل انتصاراً استراتيجياً للمليشيات قد يُسرع بتقسيم البلاد.
وجاء الإعلان عبر مقاطع فيديو بثتها المليشيات الأحد، تظهر عناصرها وهم يهتفون أمام قاعدة المشاة السادسة التابعة للجيش. وتمكنت وكالة "رويترز" من التحقق من موقع اللقطات، بينما لم يصدر الجيش السوداني أي بيان رسمي حول تموضعه الحالي.
ويأتي هذا التطور بعد يوم واحد من إعلان المليشيات سيطرتها على مدينة بارا في شمال كردفان، الولاية التي تشكل حاجزاً جغرافياً بين دارفور والعاصمة السودانية والنصف الشرقي من البلاد الخاضع لسيطرة الجيش.
حصار استمر 18 شهراً
ظلت الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، تحت حصار مطبق من قبل مليشيات الدعم السريع لمدة 18 شهراً متواصلاً، خلال معاركها ضد الجيش السوداني وحلفائه من المتمردين السابقين والمقاتلين المحليين.
خلال هذا الحصار، تعرض المدنيون لغارات متكررة بالطائرات المسيرة والقصف المدفعي، فيما أدى الحصار إلى مجاعة طالت 250 ألف شخص لا يزالون متواجدين في غرب المدينة. ويعتمد سكان الفاشر على محطات ستارلينك للاتصال بالإنترنت بعد انقطاع خدمات الاتصالات التقليدية.
حذر نشطاء محليون من أن سيطرة المليشيات على المدينة قد تؤدي إلى هجمات انتقامية ذات دوافع عرقية، على غرار ما حدث بعد الاستيلاء على مخيم زمزم للنازحين جنوب المدينة.
وفي الأسبوع الماضي، زعمت مليشيات الدعم السريع أنها تعمل على تسهيل خروج المدنيين والمقاتلين المستسلمين من الفاشر، لكن الناجين الذين تمكنوا من المغادرة أبلغوا عن تعرضهم لعمليات سطو واختطاف واعتداءات جنسية وقتل على أيدي عناصر المليشيات.
من جانبها قالت بعثة أممية مختصة الشهر الماضي إن مليشيات الدعم السريع ارتكبت جرائم متعددة ضد الإنسانية خلال حصارها للفاشر، بينما اتُهم الجيش السوداني بارتكاب جرائم حرب.
من جانبها، ألقت لجان مقاومة الفاشر، وهي جماعة ناشطة محلية، باللوم على القيادة العسكرية لترك المقاتلين في المدينة يواجهون القتال بمفردهم.
أسفرت المعارك الأخيرة عن نزوح أكثر من 26 ألف شخص من المدينة، لجأ معظمهم إلى ضواحي الفاشر، بينما انتقل آخرون إلى بلدة طويلة الواقعة على بعد 70 كيلومتراً غرباً.
ووفقاً للأمم المتحدة، فقد نزح أكثر من مليون شخص من الفاشر منذ اندلاع الحرب في أبريل/نيسان 2023، بينما يعاني 260 ألف شخص لا يزالون في المدينة من انتشار الجوع وانعدام الرعاية الصحية.
عقدت الولايات المتحدة خلال عطلة نهاية الأسبوع اجتماعاً مع مسؤولين إماراتيين ومصريين وسعوديين لمناقشة خطة سلام محتملة، بينما أعلنت الخارجية السودانية عن محادثات ثنائية في واشنطن.
إلا أن المجلس السيادي الذي يقوده الجيش نفي التقارير التي تتحدث عن انخراط ممثلين من الطرفين في محادثات غير مباشرة، في وقت تستمر فيه المعاناة الإنسانية تتفاقم في عموم السودان.













