الخميس 8 مايو 2025 10:26 مـ 11 ذو القعدة 1446 هـ
المشهد اليمني
رئيس التحرير عبد الرحمن البيل
Embedded Image
×

عبد القدير خان الباكستاني .. قصة أبو القنبلة النووية الإسلامية الذي أرعب العالم

الخميس 8 مايو 2025 07:31 مـ 11 ذو القعدة 1446 هـ
عبد القدير خان
عبد القدير خان

في عام 2003، كشفت شحنة غامضة تتنقل عبر مضيق ملقا إلى الخليج العربي، ثم إلى ليبيا، عن واحدة من أخطر الشبكات النووية غير الرسمية في التاريخ الحديث، كان وراءها اسم واحد: الدكتور عبد القدير خان، الرجل الذي قاد باكستان لتصبح قوة نووية رغم كل العوائق الدولية، والذي زرع بذور الانتشار النووي في إيران وكوريا الشمالية وليبيا.

البداية من فيينا إلى باكستان... ومولد الحلم النووي

ولد خان في بوبال بالهند عام 1936 لعائلة مسلمة. ومع اشتداد الانقسامات الطائفية عقب استقلال الهند، انتقل إلى باكستان وهو في السادسة عشرة من عمره. برز سريعًا كطالب متفوق في جامعة كراتشي، لينتقل بعدها إلى أوروبا حيث حصل على الماجستير من ألمانيا والدكتوراه من بلجيكا. في السبعينات، عمل في شركة أوروبية متخصصة بأجهزة الطرد المركزي، وهناك بدأ في جمع معلومات سرية عن تكنولوجيا تخصيب اليورانيوم.

بوتو يشعل الشرارة وكهان يبني البرنامج النووي

مع تصاعد التوترات الإقليمية واختبار الهند لأول قنبلة نووية عام 1974، اقترح خان على رئيس الوزراء ذو الفقار علي بوتو إنشاء برنامج نووي باكستاني. وافق بوتو، ليعود خان إلى باكستان ويؤسس مختبرات "KRL" التي أصبحت حجر الزاوية في بناء القنبلة النووية. لم يعتمد خان على التصميمات فقط، بل أنشأ شبكة شراء عالمية للحصول على مكونات مزدوجة الاستخدام من أوروبا.

اختبار نووي و"نقطة تحول" في 1998

في عام 1998، أجرت باكستان أول تجربة نووية تحت الأرض، لتعلن للعالم رسميًا دخولها نادي القوى النووية. وكرّم الشعب الباكستاني خان كلقب "والد القنبلة الإسلامية"، وامتلأت شوارع المدن بصوره. لكن هذه الخطوة أدت إلى فرض عقوبات غربية واسعة.

من باكستان إلى إيران وكوريا الشمالية: الانتشار النووي المقلق

رغم الضغوط، بدأ خان في التسعينات بتوسيع نفوذه، وعقد صفقات مع إيران، وكوريا الشمالية، بل حتى العراق. نقل تصاميم أجهزة الطرد المركزي وتقنيات التخصيب إلى دول عدة، في ظل صمت رسمي باكستاني فسره البعض بتورط مسؤولين في الجيش والحكومة. في 2000، اكتشفت الولايات المتحدة علاقات نووية بين إسلام آباد وبيونغ يانغ، لكن لم يتم اتخاذ إجراء حازم بسبب الحاجة للتحالف مع باكستان ضد الإرهاب بعد أحداث 11 سبتمبر.

النهاية العلنية لرحلة سرية

في 2003، اعترضت أجهزة الاستخبارات الغربية سفينة محملة بمعدات نووية متجهة إلى ليبيا، مما كشف عن خيوط تقود إلى خان. وتحت ضغط عالمي، اعترف خان بدوره في بث مباشر عام 2004، زاعمًا أنه تصرف من تلقاء نفسه. وُضع بعدها تحت الإقامة الجبرية، وأُفرج عنه في 2009.

توفي عبد القدير خان في أكتوبر 2021 بعد إصابته بكورونا. رغم الجدل حوله، نال أرفع الأوسمة في باكستان، منها "هلال الامتياز"، وبقي اسمه محفورًا في الذاكرة كرمز للطموح النووي الإسلامي.

عبد القدير خان، القنبلة النووية الباكستانية، برنامج نووي باكستاني، الانتشار النووي، إيران وكوريا الشمالية، تاريخ القنبلة النووية، العالم النووي الباكستاني، أزمة الانتشار النووي، جهاز الطرد المركزي، قصة النووي الإسلامي، باكستان والهند، عبد القدير خان ليبيا، شبكة عبد القدير خان، تاريخ الأسلحة النووية، باكستان 1998، السلاح النووي الإسلامي