• الرئيسية
• المشهد الدولي

قال القيادي في حركة حماس، باسم نعيم، إن الحركة تلقت رسمياً الرد الإسرائيلي على الخطة الأميركية الجديدة بشأن وقف إطلاق النار في قطاع غزة، موضحاً أن القيادة تراجع المقترح بدقة، رغم أن مضمونه لا يستجيب لأي من المطالب الفلسطينية التي وصفها بـ"العادلة والمشروعة". وأضاف أن فحوى الرد الإسرائيلي يهدف إلى ترسيخ الاحتلال وليس إنهاء الحرب.

وجاء هذا التصريح بعد أن أكد البيت الأبيض أن إسرائيل وافقت على المبادرة الأميركية، وأوضحت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولاين ليفيت، أن تل أبيب وقعت بالفعل على الخطة قبل إحالتها إلى حركة حماس، فيما لا تزال المشاورات مستمرة بين الأطراف المعنية.

واشنطن تعتبر موافقة إسرائيل خطوة مهمة

من جانبها، شددت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية، تامي بروس، على أهمية الخطوة الإسرائيلية، مؤكدة أن الولايات المتحدة تبذل جهوداً حثيثة من أجل وقف العمليات العسكرية المستمرة في غزة منذ أكثر من 19 شهراً، معتبرة الموافقة الإسرائيلية على المقترح مؤشراً إيجابياً.

وبالرغم من ذلك، أبدت حماس حذرها من بنود الخطة، إذ صرح نعيم أن الرد الإسرائيلي لا يحقق الحد الأدنى من مطالب الفلسطينيين، وعلى رأسها الوقف الفوري للحرب، وفتح المعابر، وضمان إدخال المساعدات، مؤكداً أن القيادة السياسية للحركة تدرس الرد بـ"مسؤولية وطنية عالية".

مصدر يصف المقترح الجديد بأنه "تراجع" عن السابق

بحسب مصدر مطّلع على مجريات المفاوضات، فإن المقترح الأميركي الجديد يمثل تراجعاً عن النسخة السابقة التي تضمنت التزاماً أميركياً بالدفع نحو وقف إطلاق نار دائم. كما أشار مصدران آخران إلى أن المقترح الحالي يشمل هدنة تمتد لستين يوماً قابلة للتمديد، ويتضمن اتفاقاً على تبادل أسرى يشمل إفراج حماس عن عشرة أسرى أحياء وتسعة قتلى، مقابل إطلاق سراح أسرى فلسطينيين خلال مرحلتين.

وتتضمن المرحلة الأولى الإفراج عن عدد مماثل من الأسرى خلال الأسبوع الأول، ثم تليها مرحلة ثانية بنفس العدد في الأسبوع الثاني. ومع ذلك، لم يتم الإعلان عن جدول زمني ملزم أو آليات تنفيذ واضحة للمقترح.

أوضاع إنسانية مأساوية في غزة وسط تعثّر المفاوضات

في الوقت نفسه، يستمر تدهور الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة، حيث يعاني السكان من مجاعة حادة ونقص حاد في المواد الأساسية، على الرغم من بدء إدخال بعض المساعدات بعد أكثر من شهرين من الحصار الكامل الذي فرضته إسرائيل.

وكانت إسرائيل قد استأنفت عملياتها العسكرية في غزة منتصف مارس الماضي بعد هدنة استمرت شهرين، واشتدت الهجمات في 17 مايو، في إطار ما وصفته تل أبيب بـ"حملة القضاء على حركة حماس وتحرير الأسرى" الذين أسروا خلال هجوم السابع من أكتوبر 2023.

الساعات القادمة حاسمة لمصير المبادرة

وأكدت مصادر فلسطينية أن الساعات المقبلة ستكون حاسمة لتحديد موقف حماس النهائي من المبادرة الأميركية، في ظل وجود تحفظات داخلية بشأن مضمونها، خاصة ما يتعلق بعدم وضوح الضمانات الدولية أو الالتزامات الأميركية تجاه إنهاء الحرب بشكل دائم.

وتُعد هذه المبادرة أحدث محاولات المجتمع الدولي لإنهاء الحرب في غزة، والتي فشلت حتى الآن كل جهود الوساطة في التوصل إلى تسوية شاملة لها، في وقت ترتفع فيه الأصوات الدولية المطالبة بوقف إطلاق النار وتقديم المساعدات الإنسانية العاجلة.