من العيدروس إلى القطيع.. مشهد مؤلم يودع فيه أهل عدن أبناءهم الغرقى

شيّع العشرات من أبناء مدينة عدن اليوم جثامين عدد من الشبان الذين لقوا حتفهم غرقًا في مياه البحر المعروف محليًا بـ"بحر العشاق"، خلال حادثة مأساوية هزت مشاعر أهالي المدينة.
وأفادت مصادر محلية أن الحادثة وقعت صباح اليوم إثر تعرض قارب صغير كان يقل مجموعة من الشباب لإحدى أعطال ميكانيكية في عرض البحر، ما أدّى إلى انقلابه وسقوط ركابه في المياه، حيث فشلت محاولات إنقاذ مبدئية نفذها بعض المارة قبل أن تصل فرق الإنقاذ التابعة للمجلس الانتقالي والمتطوعين.
وقد تم انتشال جثامين الضحايا بعد ساعات من عمليات بحث مكثفة نفذتها فرق الغوص والإنقاذ في محيط منطقة "العشاق" بالقرب من خور مكسّر، لتبدأ لاحقًا مراسم التشييع من حي الشعب في مديرية الشيخ عثمان، تحديدًا من منطقة العيدروس، حيث انطلق المشاركون في مسيرة حاشدة حاملين الجثامين مودعين إياهم بمشاعر الحزن والألم.
وقد توجه المشيعون إلى مقبرة القطيع في مديرية المنصورة، حيث أُقيمت الصلاة على أرواح الفِتية وأُدفنوا في جنازة جماعية، سادتها حالة من الحزن الشديد والدموع بين أفراد الأسر والمعزين.
ومن بين الضحايا الشابان: مصعب وناجي، اللذان برز اسمهما في أوساط المجتمع المحلي، ما زاد من تأثير الحادثة على قلوب المواطنين.
وعبّر الأهالي عن استيائهم من عدم وجود إجراءات وقائية أو خدمات إنقاذ كافية في تلك المنطقة التي تشهد تردّدًا كبيرًا من الزوار خاصة في أوقات الإجازات والعطل الأسبوعية.
وفي ذات السياق، طالب نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي الجهات المختصة بضرورة اتخاذ إجراءات صارمة لمنع مثل هذه الكارثة من التكرار، داعين إلى وضع حدٍ لمظاهر الاستهتار في أماكن الترفيه غير الآمنة، وإنشاء نقاط إنقاذ ومراقبة دائمًا في المناطق الساحلية.
وتتواصل التحقيقات لكشف جميع ملابسات الحادث، فيما تستمر السلطات المحلية في تعزيز جهود البحث والإنقاذ في محاولة لاستعادة أي ضحايا محتملين قد يكونون لا يزالون مفقودين.