الجمعة 6 يونيو 2025 09:27 صـ 10 ذو الحجة 1446 هـ
المشهد اليمني
رئيس التحرير عبد الرحمن البيل
Embedded Image
×

رسالة إلى الدكتور العليمي وإلى العميد طارق

الأربعاء 4 يونيو 2025 11:30 مـ 8 ذو الحجة 1446 هـ

الأخ الرئيس: عندما تسلمت مهامك الرئاسية في أبريل 2022، كان الجميع يعلم أن الوضع كارثيًا، وفي كل الملفات.
بلا شك أنك ورثت وأعضاء المجلس جبلًا من هموم سياسية، وانقسامات حزبية، وصراعات مناطقية، وساحة واسعة؛ مليئة بالألغام.
تمكنت بحكمة وصبر من تفكيك كثير من تلك التعقيدات، ونزعت بعض تلك الألغام، وقاربت وجهات نظر كانت متمترسة في خنادق متقابلة.
نعم هناك قصور بلا شك وتأخر في حسم ملفات كثيرة، وهذا يتحمل جزء منه المجلس الرئاسي، وهناك تأخير غير مبرر في اتخاذ قرارات ما كان لها أن تتأخر، وكانت ستسهم في تخفف آلام الناس، وتُعيد ثقة المواطن بالدولة.
أخي الرئيس:
أوضاع اليمنيين مؤلمة ويمرون بأحوال وظروف كارثية، بسبب جرائم السلالة وحروبها، إلا أن جزءًا منها ناتج عن تقصير وقصور وسوء إدارة كثير من قيادات الشرعية، ولذا يجب أن نعذر جيش الغاضبين عليكم من أهلنا اليمنيين، كونهم يطمحون في الخروج من زنازين العصابة الحوثية ومستنقعها اللزج.
بالمقابل نعلم أن هناك جيشًا من ساسة، ذو توجهات ابتزازية، وطلاب مصالح شخصية، فإن أقفلت بابك أمامهم، فتحوا أفواههم للنيل منك والتشكيك في وطنيتك، والتعرض لشرعية الشرعية ومشروعية نضالها.
هؤلاء لا يهمهم وطن ولا يكترثون لقضية، ولا يهمهم عودة سلطات الدولة في صنعاء، وبمجرد أن توافق على منحهم ما يريدونه، تحولوا إلى وعاظ في الوطنية، وفلاسفة في الإدارة وجهابذة في السياسة.
هؤلاء لن يزيدوك قوة ولن ينالوا منك بشيء، فلا تكترث لسخطهم أو لرضائهم.
أخي الرئيس:
نثق فيك ونعتمد عليك، ولذا ننصحك بالتركيز على ما يخدم اليمن ويخفف من أوجاع الناس ومعاناتهم، فهم وقودك وقوتك وذخيرتك وسندك، ومصدر شرعيتك.
تقدم واعمل بصمت وبجرأة وبحزم وحسم، دون الالتفات إلى صراخ الحاقدين وطنين المبتزين، فقط اسمع لصوت الوطن وأنين المواطن، وأتبع أثره.
..
إلى العميد طارق:
لقد حققت في الساحل الغربي مع أبطالك الكثير والكثير في حرب اليمنيين ضد المشروع السلالي، وقدمتوا قافلة من خيرة الأبطال، وعهدناك ضد الحوثية بقيادة الشهيد المرحوم علي عبدالله صالح، منذ ظهور نتوئها الأسود في 2004.
وحتى نقف جميعنا على أرض صلبة، يجب أن نعترف جميعًا أن قضية تماهي المؤتمر الشعبي العام مع الميليشيات السلالية بين العامين 2012 و 2018، (وإن كان لها أسبابها ودوافعها، منها ما نعذركم فيه ومنها ما تتحملون مسئوليته) لا شك أنها كانت كبوة، وكبوة كبيرة، وكانت نتائجها كارثية على اليمن واليمنيين، وعليكم شخصيًا، والجميع دفع الثمن، وثمن باهظ، وهذا قبل عودتكم إلى أرضكم وساحتكم، وأهلكم وناسكم.
ولنكون منصفين، هي كبوة تُضاف إلى كارثة ما حصل في 2011، وتماهي أحزاب اللقاء المشترك مع الحوثية، فمن تلك النافذة تسللت العصابة السلالية إلى كل مناطق اليمن، تحت زوامل، حيا بهم حيا بهم، وأحلام خالد بن الوليد وبطولات الأشتر النخعي!
الخلاصة: الجميع أخطأ، وآن الأوان لتناسي وطي صفحة ما حدث في 2011، وما بعده، وعلى الجميع التفرغ لردم هاوية وهوة ومغارة 21 سبتمبر 2014، فهناك سقط الجميع، وهناك من يتربص للجميع.
أخي العميد طارق:
قدمت لأبناء تهامة وتعز وبدعم الأشقاء، مشاريع تنموية وإسعافية في وقت حرب وتشرد، وجهودك وتوجهاتك الوطنية دفعت بالشرعية إلى مربع جديد، وصوتك اليوم هو صوت يمني جمهوري، يبني ولا يهدم، يجمع ولا يفرق.
اليوم المواطن اليمني الشريف، التواق لعودة الوطن والمعادي لمشاريع التخريب والعنصرية السلالية، يعتز بك وبكل أبطال الجبهات كاملة، وهؤلاء من يجب أن تعمل لأجلهم.
قبل الختام، لا ننسى أن نهمس في أذنك أخي العميد، هناك شلة ممولة، كانوا ضد الدولة وضدكم شخصيًا كأسرة الزعيم علي عبدالله صالح، قبل 2011، بذريعة التوريث، ثم ضدكم بعد 2012 بذريعة التماهي مع الحوثية، ثم ضدكم بعد 2015، بذريعة عدم انضمامكم إلى الشرعية، ثم ضدكم بعد 2022، بذريعة وجودكم على رأس الشرعية، فهؤلاء لن يرضوا إلا بزوالكم، ولو نزل جبريل من السماء يراجعهم، لكفروا بمن أرسله، فلا تتعب حالك في تتبع أخبارهم أو الحرص على كسبهم، فقط احرص على ما يبني الوطن ويسعد المواطن، وأجعل عينيك على صنعاء، وتكاتف مع إخوانك في المجلس الرئاسي، لما فيه الصالح العام، والسلام ختام.
نسأل الله في هذه الأيام المباركة أن يخفف على أهلنا في اليمن.