تحذير رسمي من سقوط المهرة بيد الحوثيين: ”الوضع يشبه صنعاء 2014”

حذّر فهد طالب الشرفي، مستشار وزير الإعلام ورئيس رابطة الإعلاميين اليمنيين، من " سقوط محافظة المهرة" في ظل ما وصفه بـ"انهيار شبه كامل للسلطة المحلية، وتغلغل خلايا تابعة للحوثيين، وضعف القيادة المحلية أمام الضغوط والفساد".
وفي تغريدة على منصة "إكس" (X)، قال الشرفي:
"تعيش محافظة المهرة اليوم نفس الوضع الذي عاشته صنعاء وعمران في عام 2014م، حيث تُهيمن العصابات المسلحة على القرار، وتكون القيادات المحلية إما مشتراة أو مُنحازة، في حين تُهمش مؤسسات الدولة وتنعدم فيها السيطرة الأمنية الحقيقية".
وأضاف: "السلطة في المهرة لا تمتلك محوراً حقيقياً، والمحافظ الحالي لا يمارس صلاحياته بشكل فعّال، بينما تتحرك خلايا تابعة للحريزي (الحوثيين) بحرية وتُمارس البلطجة تحت غطاء قبلي وسياسي. وإذا لم يتم اتخاذ إجراءات جادة وفورية، فإن سقوط المهرة سيكون أمراً واقعاً في القريب العاجل".
وأثارت تصريحات الشرفي موجة من التفاعل الواسع على وسائل التواصل الاجتماعي، خاصة في أوساط النخبة السياسية والإعلامية اليمنية، التي ترى في المهرة "خط دفاع استراتيجي" ضد التمدد الحوثي نحو جنوب شرق اليمن، وبالأخص بالقرب من الحدود مع سلطنة عُمان.
إفراج مؤقت عن قيادي حوثي موالٍ في قضية منفذ صرفيت
وفي تطور ميداني متصل، أُفرج اليوم الأربعاء عن الشيخ القبلي الموالي لجماعة الحوثي، محمد سالم الزايدي، بشكل مؤقت من سجون محافظة المهرة، بعد نحو ثلاثة أسابيع على توقيفه إثر محاولة تهريبه عبر منفذ صرفيت الحدودي باتجاه سلطنة عُمان في السابع من يوليو الجاري.
وأفادت السلطات المحلية في المهرة، في بيان رسمي، بأن قرار الإفراج جاء بعد "استكمال الإجراءات القانونية المطلوبة، وتقديم كفالة شرعية وقانونية معتمدة، إلى جانب تسليم ابنه وابن أخيه كضمانات"، مشيرة إلى أن القرار اتخذ "نظراً للحالة الصحية الحرجة للشيخ الزايدي، الذي يعاني من مرض في القلب ويحتاج إلى علاج طبي عاجل في الخارج".
وأكد البيان أن "النيابة العامة والأجهزة الأمنية رفعت نتائج التحقيق الأولية، والتي أظهرت التزاماً كاملاً بالضوابط القانونية والإجراءات القضائية"، موضحة أن "القضية لا تزال قيد المتابعة الدقيقة، وستُتابع جميع مراحلها حتى صدور الحكم العادل".
السلطات تُشدد: حق الدم لا يسقط بالتقادم
وشدّدت السلطة المحلية في المهرة على أن "حق الدم وحق الشهداء الذين سقطوا خلال أحداث منفذ صرفيت لن يسقط بالتقادم، وأن الدولة لن تتهاون في ملاحقة الجناة والمتورطين، بمن فيهم من يحملون صفة قيادية أو نفوذاً قبلياً".
وأشار البيان إلى أن "التعامل مع قضية الشيخ الزايدي تم وفقاً للقانون، وأن ملاحقة جميع المتورطين في مقتل الضباط المهرة الذين استُهدفوا خلال الأحداث مستمرة دون تأخير".
مهلة نهائية للمجاميع المسلحة تنتهي بنجاح نسبي
وفي سياق متصل، أعلنت السلطات المحلية في المهرة عن انتهاء المهلة النهائية التي منحتها للمجاميع المسلحة غير النظامية التي دخلت المحافظة من خارجها، والتي انتهت في تمام الساعة الثالثة من عصر يوم الاثنين 28 يوليو.
وأكدت أن "أغلب تلك المجاميع التزمت ببنود التفاهمات وغادرت المحافظة"، مشددة على أن "أي تواجد مسلح خارج الأطر الرسمية بعد هذا التاريخ سيُعتبر تهديداً مباشراً لأمن واستقرار المهرة، وسيُقابل بالقوة وفقاً للقانون".
تحذيرات من فراغ أمني وتمدد حوثي
يأتي هذا التطور في ظل مخاوف متزايدة من استغلال جماعة الحوثي للفراغ الأمني والسياسي في المهرة، خاصة مع تقارير تشير إلى تزايد نشاط خلايا تابعة للحريزي في مناطق متفرقة من المحافظة، ومحاولات توظيف النفوذ القبلي لفرض واقع جديد.
ويرى مراقبون أن المهرة تشهد مرحلة حاسمة في مسارها السياسي والأمني، تتطلب دعماً حكومياً ودولياً عاجلاً لتعزيز مؤسسات الدولة، ومحاربة الفساد، ومنع التمدد الحوثي نحو هذا الجيب الاستراتيجي على خليج عدن.
وأكد مختصون أن "الحفاظ على المهرة كممر آمن وحصن وطني ضد التمدد الحوثي يُعد أولوية قومية، وأن أي تهاون في ذلك قد يُعيد عقارب الساعة إلى ما قبل 2014، ولكن هذه المرة في جنوب شرق اليمن".