انفراجة في أزمة الكهرباء بساحل حضرموت: بدء عودة التيار تدريجيًا عقب وصول شحنات وقود من ”بترومسيلة”

أعلنت السلطة المحلية بمحافظة حضرموت، اليوم الاربعاء، عن بدء عودة التيار الكهربائي تدريجيًا إلى مدينة المكلا وعدد من المدن الساحلية في المحافظة، وذلك في أعقاب انفراج ملموس في أزمة الوقود، بعد وصول شحنات كبيرة من المشتقات النفطية المقدمة من شركة "بترومسيلة"، في خطوة تُعد نقلة نوعية نحو استقرار الخدمة الأساسية التي شُلّت لأسابيع جراء النقص الحاد في مادة الديزل.
وأوضح بيان صادر عن السلطة المحلية أن أولى دفعات الوقود وصلت بنجاح إلى محطات توليد الكهرباء في كل من مدينة المكلا، ومنطقتي الشحر والريان، إضافة إلى عدد من المحطات الفرعية في مديريات ساحل حضرموت، مشيرة إلى أن عمليات إعادة التشغيل بدأت فورًا وبصورة تدريجية، بهدف ضمان استقرار الشبكة الكهربائية ومنع حدوث أحمال زائدة قد تؤدي إلى انهيارات جديدة.
وأكدت السلطة أن هذه الخطوة تأتي في إطار جهودها المستمرة للتخفيف من معاناة المواطنين، خاصة في ظل الموجة الحارة التي تجتاح المنطقة منذ أسابيع، وتُفاقم من حاجة السكان إلى الكهرباء للإضاءة وتبريد المنازل وتشغيل أجهزة الطرد المركزي والمضخات، لافتة إلى أن استمرار انقطاع التيار كان قد أثر سلبًا على الحياة اليومية، وعلى المرافق الصحية والتعليمية، فضلًا عن تعطيل مصادر الرزق لكثير من الأسر.
وأشار البيان إلى أن تدفق شحنات الوقود من شركة "بترومسيلة" يُعد "خطوة محورية" في مسار تجاوز الأزمة، مثمنة الدور الحيوي للشركة في دعم البنية التحتية للخدمات الحيوية، في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها المحافظة.
ودعت السلطة المحلية المواطنين في مداخل مدينة المكلا وعموم مديريات الساحل إلى "التعاون التام" وتسهيل مرور شاحنات الوقود المتجهة إلى محطات التوليد، مؤكدة أن أي تعطيل أو منع للشاحنات سيؤخر من عودة الكهرباء، ويعرض الاستقرار المجتمعي للخطر. وشددت على أن "التعاون الشعبي مع الجهات الرسمية هو مفتاح تجاوز الأزمة"، داعية الجميع إلى التحلي بالمسؤولية الوطنية.
وفي سياق متصل، وجهت السلطة المحلية كلمة شكر وتقدير خالصة إلى قوات النخبة الحضرمية والأجهزة الأمنية، نظرًا لدورها المحوري في حفظ الأمن العام وحماية الممتلكات العامة والخاصة خلال الأيام الماضية، والتي شهدت توترات اجتماعية ناتجة عن تفاقم الأزمة. وأثنت على "الموقف المتزن والمسؤول" الذي اتسم به تعامل الأجهزة الأمنية مع الاحتجاجات الشعبية، ما ساهم في منع تدهور الأوضاع.
كما عبرت عن امتنانها العميق للطواقم الصحية والكوادر الطبية في المشافي والمراكز الصحية، التي واصلت تقديم الخدمات الطبية في ظل ظروف بالغة الصعوبة، جراء انقطاع التيار الكهربائي ونقص الإمدادات، مشيرة إلى أن تضحياتهم "مصدر فخر واعتزاز"، وتعكس وعيًا وطنيًا رفيعًا بالمسؤولية المهنية والإنسانية.
وختم البيان بالتأكيد على أن الانفراجة التي تحققت اليوم ما كانت لتُمكن لولا "التنسيق الفعّال والجهود المتكاملة" بين مختلف الجهات الرسمية، والمجتمعية، والشركات الداعمة، معتبرة أن هذا التضافر يُجسّد "روح المسؤولية الجماعية والتكاتف الوطني" من أجل خدمة أبناء حضرموت، ومواجهة التحديات المركبة التي تفرضها الأزمات الاقتصادية والخدمية.
وأكدت السلطة المحلية أن العمل مستمر على مدار الساعة لضمان استقرار التيار الكهربائي، وتوسيع دائرة التغطية تدريجيًا، داعية المواطنين إلى "الصبر والثقة" بأن المرحلة المقبلة ستشهد تحسنًا ملموسًا في المشهد الخدمي، بمشيئة الله.