مأساة مؤلمة في حجة: وفاة أربعة أشقاء بلدغات ثعابين سامة بمنطقة عبس

هزّت حادثة مأساوية مشاعر أهالي محافظة حجة، إثر وفاة أربعة أشقاء في منطقة عبس، جراء لدغات ثعابين سامة، في ظروف مؤلمة أثارت صدمة واسعة بين السكان وسط دعوات مُلحة إلى تعزيز التوعية والوقاية من مثل هذه الحوادث.
ووفق مصادر محلية، كان الأشقاء الأربعة نائمين في فناء منزلهم أو في محيطه، عندما تعرضوا فجأة لهجمات من ثعابين سامة، لم يتمكنوا من التصدي لها، ما أدى إلى وفاتهم في وقت قصير جدًا، نظرًا لخطورة سموم هذه الزواحف وسرعة انتشارها في الجسم دون تدخل طبي عاجل.
وأكد سكان محليون أن الحادثة وقعت في بيئة زراعية تكثر فيها الحشائش الطويلة والمياه الراكدة، وهي عوامل تُعد من البيئات المثالية لاختباء الثعابين وتواجدها، خصوصًا مع دخول موسم تزاوج هذه الزواحف، الذي يشهد نشاطًا ملحوظًا في الحركة والتنقل، مما يزيد من احتمالية اقترابها من المناطق السكنية.
وأعرب الأهالي عن صدمتهم إزاء الحادث، مشيرين إلى أن مثل هذه الحالات، وإن كانت ليست نادرة تمامًا، إلا أن وقوعها ضد أشقاء في ليلة واحدة يُعد كارثة إنسانية لا تُحتمل، داعين الجهات المعنية إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لحماية السكان، خاصة في المناطق الريفية والنائية.
وفي سياق متصل، حذرت جهات محلية وناشطون في مجال الصحة العامة من تزايد مخاطر لدغات الثعابين خلال الأشهر الحالية، مشيرين إلى أن موسم الأمطار والرطوبة المرتفعة يشجع على تكاثر الثعابين والزواحف السامة، ما يستدعي تفعيل حملات التوعية، ونشر إرشادات السلامة في المدارس والمجتمعات المحلية.
ودعت مصادر صحية ومجتمعية المواطنين إلى تجنب النوم في العراء أو بالقرب من الحشائش والأنقاض، وضرورة إغلاق الفتحات الصغيرة في المنازل، وقطع الحشائش حول المساكن، فضلًا عن أهمية تعليم الأطفال كيفية التصرف عند رؤية ثعبان، وتحذيرهم من محاولة لمسه أو الاقتراب منه.
كما طالب ناشطون بضرورة توفير مضادات السموم (مصل مضاد للسم) في المراكز الصحية القريبة من المناطق المعرضة لمثل هذه الحوادث، مشيرين إلى أن غياب هذه المصلات قد يُعد سببًا رئيسيًا في تفاقم حالات الوفاة، حتى لو تم نقل المصاب بسرعة.
وتُعد هذه الحادثة بمثابة ناقوس خطر يُذكر بضرورة اهتمام الدولة والمنظمات الإنسانية بمخاطر البيئة والكوارث الطبيعية الصامتة، التي تهدد حياة المدنيين، خصوصًا في ظل ضعف البنية التحتية للخدمات الصحية والوقائية.
وفي ختام التحذيرات، دعا مسؤولون محليون إلى تشكيل لجان تقصٍّ لمراقبة تجمعات الثعابين، وتنظيم حملات إبادة آمنة بالتعاون مع المختصين، إلى جانب توزيع منشورات توعوية وتنظيم لقاءات تثقيفية في القرى والمدارس، لمنع تكرار مثل هذه المآسي الإنسانية.