• الرئيسية
• المشهد الدولي

“الأطفال لا يصرخون من ألم الجروح، بل يصرخون: أنا جائع!”، هكذا وصفت طبيبة الأطفال الأمريكية وعضو مجلس إدارة منظمة “أطباء بلا حدود”، أقصى دوراني، معاناة أطفال غزة المصابين في مستشفيات القطاع، في شهادة مؤثرة قدمتها عقب عودتها من مهمة إنسانية استمرت شهرين، واصفة ما يحدث بـ“إبادة جماعية” تتعمد فيها إسرائيل استخدام القسوة والتجويع.

حرب التجويع والقيود الإنسانية

216.73.216.175

خلال حديثها لمنصة “ناس نيويورك”، وثقت دوراني القيود الصارمة التي فرضها جيش الاحتلال الإسرائيلي على العاملين الإنسانيين، حيث لم يُسمح لها بإحضار سوى 3 كيلوغرامات من الطعام. وأشارت إلى أن القصف اليومي لم يكن الوحيد، بل رافقه حرب تجويع خانقة أثرت على الجميع، بما في ذلك الطواقم الطبية. وقد عرض برنامج “هاشتاج” على قناة الجزيرة مباشر شهادتها، التي أثارت تفاعلاً واسعاً على منصات التواصل الاجتماعي، حيث عبر الكثيرون عن صدمتهم من وحشية الأوضاع.

مشاهد الدمار والألم

استذكرت دوراني لحظات مؤلمة من عملها في مستشفيات غزة، حيث شاهدت أطفالاً مشوهين بأطراف مبتورة وحروق من الدرجة الثالثة، يعانون غياب المسكنات. لكن الأشد إيلاماً كانت صرخاتهم من الجوع، التي تفوقت على ألم إصاباتهم. وعند مغادرتها جنوب القطاع، رأت من نافذة الحافلة مدينة رفح وقد تحولت إلى ركام، بينما كانت الأراضي الإسرائيلية المجاورة خضراء مزدهرة. وأضافت بألم: “عند خروجي من البوابة، رأيت جنوداً إسرائيليين يتناولون الغداء على طاولة، مما أشعرني بغثيان لم أختبره من قبل.”

سياق إنساني مأساوي

تأتي شهادة دوراني وسط تقارير مروعة عن الأزمة الإنسانية في غزة. ووفقاً لتقرير صادر عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA) في يوليو 2025، يواجه أكثر من مليوني فلسطيني انعدام الأمن الغذائي الحاد، مع تفاقم الوضع بسبب القيود على المساعدات. وتؤكد شهادة الطبيبة الأمريكية الحاجة الملحة لتدخل دولي لوقف المعاناة، حيث يعيش القطاع تحت وطأة القصف والحصار.