• الرئيسية
• منوعات

أعلن فريق من الباحثين عن تطوير دواء جديد قادر على القضاء على مرض السيلان حتى في أشد حالاته مقاومة للمضادات الحيوية التقليدية، في إنجاز قد يغير مستقبل الطب، ويأتي هذا التطور في ظل القلق العالمي من تفاقم مشكلة مقاومة البكتيريا للأدوية، التي تهدد فعالية العلاجات وتجعل بعض العدوى شبه مستحيلة العلاج.

الذكاء الاصطناعي في خدمة الطب

216.73.216.10

بحسب تقرير علمي، تمكن علماء من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا من استخدام خوارزميات الذكاء الاصطناعي التوليدي لتحليل أكثر من 36 مليون مركب كيميائي. الهدف كان العثور على تراكيب مبتكرة توقف نمو البكتيريا المسببة للسيلان، بالإضافة إلى المكورات العنقودية الذهبية المقاومة للميثيسيلين.
وقد تم تدريب النظام على التمييز بين المركبات الفعالة والآمنة، مع استبعاد أي تراكيب شبيهة بالأدوية المتوفرة أو تلك التي قد تحمل مخاطر سُمّية.

نتائج أولية مبشرة

الدواء المرشح نجح في القضاء على البكتيريا المقاومة داخل المختبر وفي التجارب الحيوانية. ومع ذلك، يشير الخبراء إلى أن الانتقال إلى الاستخدام البشري يتطلب المرور بتجارب سريرية دقيقة قد تستغرق ما بين 12 و24 شهرًا.

مقاومة المضادات الحيوية: أزمة عالمية

تشير الإحصاءات إلى أن مقاومة المضادات الحيوية مسؤولة عن أكثر من مليون وفاة سنويًا حول العالم. ويُعد السيلان مثالًا صارخًا على ذلك؛ فبعدما كان علاجه بسيطًا في الماضي، أصبح اليوم من الأمراض التي تتطلب حلولًا مبتكرة مع تسجيل عشرات الآلاف من الحالات الجديدة سنويًا.

بداية "العصر الذهبي الثاني" للمضادات الحيوية؟

يرى علماء أن هذا الإنجاز قد يفتح الباب أمام ما يُسمى بـ"العصر الذهبي الثاني" لاكتشاف المضادات الحيوية، بفضل الدمج بين الحوسبة الفائقة والتعلم الآلي والمعرفة الطبية. ومع ذلك، يحذر الخبراء من الإفراط في استخدام أي دواء جديد، لتجنب ظهور سلالات مقاومة مستقبلًا.

الذكاء الاصطناعي يرسم خريطة جديدة للبحث الطبي

لا يمثل هذا المشروع مجرد اكتشاف دواء، بل هو دليل قوي على قدرة الذكاء الاصطناعي على إعادة تشكيل البحث الطبي وفتح آفاق جديدة في معركة الإنسان مع البكتيريا المقاومة. وإذا أثبتت التجارب السريرية القادمة نجاح الدواء، فقد نشهد تحولًا نوعيًا في علاج الأمراض البكتيرية التي كانت تهدد حياة المرضى دون حلول فعالة.

قد يكون هذا الاكتشاف بداية عصر جديد في مواجهة البكتيريا المقاومة، حيث يثبت الذكاء الاصطناعي أنه شريك أساسي في إنقاذ الأرواح وصناعة مستقبل الطب.