• الرئيسية
• منوعات

تشهد سوق المتصفحات العالمية تحولاً جذريًا مع صعود جيل جديد من المتصفحات المدعومة بالذكاء الاصطناعي، والتي تقدم وعودًا بزيادة الإنتاجية وتبسيط المهام عبر أتمتة التفاعلات مع المحتوى الرقمي، ومع ذلك فإن هذه الطفرة لم تأتِ بدون تحذيرات، إذ أعرب خبراء الأمن السيبراني عن مخاوف حقيقية من ثغرات أمنية قد تعرّض بيانات المستخدمين للخطر.

متصفح "Comet" يثير الجدل بعد اكتشاف ثغرة خطيرة

216.73.216.166

أحد أبرز هذه المتصفحات هو Comet، من تطوير شركة Perplexity AI، والذي أُطلق مؤخرًا بنظام الدعوات فقط، ورغم تصميمه ليكون منافسًا ذكيًا لمتصفحات مثل كروم، إيدج وسفاري، فقد أصبح محط أنظار الباحثين في مجال الأمن بعد اكتشاف ثغرة في ميزة تلخيص المواقع.

ووفقًا لتقرير صادر عن شركة Brave، فإن "كوميت" يعالج تعليمات المستخدم بشكل مباشر دون التحقق من طبيعتها، ما يجعله عرضة لهجمات حقن التعليمات البرمجية (Prompt Injection). وتتيح هذه الثغرة للمهاجمين إدخال شيفرات خبيثة قد تتسبب في تسريب معلومات حساسة.

سيناريوهات واقعية تكشف حجم التهديد

يوضح خبراء الأمن سيناريو قد يحدث في الواقع: إذا زار المستخدم منشورًا على موقع Reddit يتضمن تعليمات ضارة مخفية ضمن أحد التعليقات، ثم طلب من "كوميت" تلخيص محتوى المنشور، فقد يقوم المتصفح بتفيذ تلك الأوامر دون إدراك أنها ضارة، مما يؤدي إلى إرسال بيانات الدخول الخاصة بحساب المستخدم إلى جهة خارجية.

Brave تُحذّر وPerplexity تتلقى البلاغ

أكدت شركة Brave أنها أخطرت "Perplexity" بالثغرة منذ الشهر الماضي، داعية إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لتعزيز أمان المتصفح. وأشارت إلى أن خطورة الثغرة لا تكمن فقط في البرمجيات، بل في الذكاء الاصطناعي ذاته، والذي يجب أن يخضع لسياسات تحقق ومراقبة صارمة.

وفي الوقت نفسه، تعمل متصفحات تقليدية كـ"كروم" و"إيدج" على تطوير أدوات مشابهة لكنها أكثر تحفظًا من حيث صلاحيات الوصول والتنفيذ، مما يفتح باب المقارنة بين الابتكار السريع وضوابط الأمان.

Perplexity تحت المجهر بعد شائعات استحواذ آبل

حظيت شركة Perplexity باهتمام إعلامي متزايد مؤخرًا، خاصة بعد تداول أنباء عن اهتمام شركة آبل بالاستحواذ عليها، إلى جانب شراكتها مع شركة الاتصالات Airtel لتقديم نسختها الاحترافية "Perplexity Pro" لمستخدمي الهواتف المحمولة وخدمات الإنترنت اللاسلكي.

مستقبل الذكاء الاصطناعي بين الأمان والسرعة

يرى محللون أن فوائد الذكاء الاصطناعي في تحسين تجربة التصفح واضحة، إلا أن التجاهل المستمر لمخاطر الأمان قد يضع هذه الشركات أمام أزمات ثقة حقيقية، ومع تزايد الاعتماد على الأدوات الذكية في حياة المستخدمين، تصبح حماية الخصوصية والأمان السيبراني أولوية لا تقبل التأجيل.