الثلاثاء 2 سبتمبر 2025 09:59 مـ 10 ربيع أول 1447 هـ
المشهد اليمني
رئيس التحرير عبد الرحمن البيل
Embedded Image
×

”معركة خفية: رجل واحد يقف ضد المضاربين، السياسيين، وغاسلي الأموال. من يدعمه؟ ومن يطعنه من الخلف؟”

الثلاثاء 2 سبتمبر 2025 06:47 مـ 10 ربيع أول 1447 هـ
البنك المركزي
البنك المركزي

في ظل انهيار اقتصادي متسارع، وانهيار العملة الوطنية، وعجز متزايد في صرف الرواتب، يقف محافظ البنك المركزي اليمني، أحمد غالب المعبقي، كصخرة في وجه عاصفة المضاربات، وغسيل الأموال، والتدخلات السياسية. في لحظة حرجة من تاريخ اليمن الحديث، يتحول دور البنك المركزي من مجرد مؤسسة نقدية إلى خط دفاع أول عن بقاء الدولة.

216.73.216.166

وفي ظل هذه الضغوط، يُشاد بـ"رجل المهمة المستحيلة" من قبل خبراء اقتصاديين، أبرزهم الخبير اليمني البارز مصطفى نصر، الذي لا يتردد في وصف المعبقي بأنه "استثناء نادر في عالم السياسة والمال".

المعبقي في قلب المعركة الاقتصادية

في تصريحات لافتة، أشاد الخبير الاقتصادي اليمني مصطفى نصر بأداء محافظ البنك المركزي اليمني أحمد غالب المعبقي، معتبراً إياه "استثناءً حقيقياً في مواقع المسؤولية"، ليس فقط لصلابته في مواجهة الضغوط، بل لسخائه الشخصي ونزاهته في إدارة الملفات الحساسة دون تفريط أو محاباة.

وقال نصر:

"المعبقي لا يسمح بتخصيص صرفيات لمجموعة من المصفقين، وهذا ما جعله هدفاً للانتقادات من جهات متعددة، لكنه في المقابل حافظ على مصداقية المؤسسة التي يقودها."

وأوضح نصر أن المعبقي خاض معركة شرسة مع قطاعات من القطاع الخاص حول تطبيق ضريبة المبيعات، دفع خلالها "ثمناً باهظاً" من حيث الهجمات الإعلامية والسياسية، لكنه ظل ثابتاً على موقفه، دفاعاً عن مبدأ الشفافية والعدالة الضريبية.

البنك المركزي: من مؤسسة مهددة إلى ركيزة وطنية

رغم التراكمات الخطيرة من الأخطاء الإدارية والمالية التي ورثها البنك المركزي على مدى سنوات، فإن نصر أكد أن المؤسسة أصبحت اليوم "ذات ثقل وثقة على المستويين الإقليمي والدولي"، بفضل عمل دؤوب ومخلص من المعبقي وفريقه.

"اليوم، يقف البنك المركزي مع فريقه في قلب المعركة الاقتصادية، يعمل من أجل استقرار العملة، ويواجه المضاربين وغاسلي أموال الحرب"، قال نصر، مضيفاً: "لكن هذه المكانة لا تُبنى بين ليلة وضحاها، بل تُدافع عنها كل يوم."

موقف شجاع: لا لطباعة النقود!

من أبرز المواقف التي يُحسب للمعبقي، بحسب نصر، هو موقف مجلس إدارة البنك المركزي الرافض لطباعة أو إنزال كميات جديدة من النقود إلى السوق، رغم الضغوط الجمة الناتجة عن العجز في الموازنة وتأخر صرف الرواتب.

وأكد الخبير الاقتصادي أن هذا القرار "يستحق كل احترام"، لأنه يعكس وعياً عميقاً بأن الطباعة العشوائية للنقود ستكون كارثة، وستدفع البلاد إلى مزيد من التضخم وفقدان قيمة العملة.

لكنه حذر:

"هذا لا يعني منح البنك المركزي شيكاً على بياض. النقد يجب أن يظل قائماً عند وقوع أي أخطاء. فالمراقبة والمساءلة جزء أساسي من أي إدارة مالية ناجحة."

حملات تحريض ضد البنك في لحظة حاسمة

في الوقت الذي تقترب فيه اليمن من نقطة الانهيار الشامل، بحسب تقارير اقتصادية دولية، يشير نصر إلى أن البنك المركزي يتعرض لـ"حملات تحريض غير بريئة"، تستهدف زعزعة ثقة المجتمع والمؤسسات الدولية فيه.

"الحملات تأتي في لحظة خطيرة، حيث يعجز بعض الممولين عن صرف المرتبات، وتتصاعد الأزمة المعيشية. استهداف البنك الآن ليس خطأً سياسياً، بل جريمة اقتصادية"، حسب تعبيره.

الدعم السياسي: هل يكفي لإنقاذ المعركة؟

وشدد نصر على أن رئيس الوزراء اليمني، المعروف بنزاهته، ومجلس القيادة الرئاسي بكامل أعضائه، يدركون أهمية بقاء البنك المركزي مستقلاً وحراً من الصراعات السياسية.

"ليس من مصلحة أحد خلق صراع أو إعاقة البنك المركزي عن أداء مهامه. ففي النهاية، أي ضرر يصيب البنك، يصيب الدولة بأكملها"، قال نصر، مضيفاً: "البنك ليس طرفاً سياسياً، بل هو الضامن الوحيد لبقية النظام المالي."

موضوعات متعلقة