”مأساة في موديه وأخرى في أبين.. جنود بين قتيل وجريح بعمليتين متزامنتين”

كشفت مصادر أمنية وعسكرية متطابقة، اليوم الجمعة، عن تنفيذ هجوم إرهابي استهدف قوات عسكرية جنوبية في محافظة أبين، جنوب اليمن، ما أسفر عن سقوط عدد من القتلى والجرحى في صفوف القوات الجنوبية.
216.73.216.139
وأفادت المصادر بأن الهجوم تم عبر طائرة مُسيرة مفخخة، استهدفت مركبة عسكرية وشاحنة تابعتين للواءين الأول والثالث "دعم وإسناد"، في أحد المواقع العسكرية بالمحافظة، لافتة إلى أن القصف دبّر بدقة وتم تنفيذه في ظروف أمنية معقدة.
وأكدت المصادر أن الهجوم الإرهابي أسفر عن مقتل 3 جنود جنوبين وإصابة 8 آخرين بجروح متفاوتة الخطورة، نُقلوا على إثرها إلى مستشفيات قريبة لتلقي العلاج، بينما تبذل الفرق الطبية جهوداً حثيثة لإنقاذ المصابين، بعضهم في حالة حرجة.
في سياق متصل، أفادت مصادر محلية وأمنية أخرى بوقوع انفجار عنيف في مديرية مودية، إحدى مديريات أبين الاستراتيجية، مشيرة إلى أن الانفجار نتج عن تفجير عبوة ناسفة مزروعة على جانب الطريق، استهدفت طقماً عسكرياً أثناء مروره في المنطقة.
ولم تُعرف حتى اللحظة الجهة المسؤولة عن الهجومين، إلا أن التحقيقات الأولية تشير إلى تورط جماعات إرهابية نشطة في المنطقة، يُشتبه في انتمائها إلى تنظيم القاعدة في جزيرة العرب (AQAP)، الذي لا يزال يحتفظ بخلايا نائمة في بعض مناطق الوادي والسهول في أبين.
وفي تعليق مبدئي، أدانت القيادة العسكرية الجنوبية الهجومين، ووصفتهما بـ"الجبانين"، مؤكدة أن هذه الأعمال الإرهابية لن تثني القوات الجنوبية عن مواصلة مهامها في حفظ الأمن والاستقرار في المحافظة.
ودعت القيادة إلى رفع حالة التأهب والاستنفار في صفوف الوحدات العسكرية، وتكثيف الإجراءات الأمنية في المواقع الحيوية، وتشديد الرقابة على الطرق والمعابر، لمنع تكرار مثل هذه العمليات.
في المقابل، شددت مصادر سياسية جنوبية على أن هذه الاعتداءات تأتي في سياق محاولات زعزعة الأمن في الجنوب، داعية المجتمع الدولي والتحالف الداعم للشرعية إلى دعم جهود محاربة الإرهاب وتقديم الدعم اللوجستي والاستخباراتي للقوات الجنوبية.
ويأتي هذا الهجوم في ظل توتر أمني متصاعد في عدد من محافظات جنوب اليمن، وسط تحذيرات متكررة من تجدّد نشاط التنظيمات المتطرفة التي تستغل الفراغات الأمنية والصراعات السياسية للتمدد.
وتعهدت قيادات عسكرية جنوبية بفتح تحقيق فوري في الحادث، ومحاسبة المتسببين في أي تقصير أمني، إلى جانب تعزيز التعاون مع الأجهزة الاستخباراتية لاستباق أي تهديدات مستقبلية.
لا تزال الأوضاع في أبين متوترة، مع استمرار عمليات التمشيط والبحث عن خلايا إرهابية محتملة، في حين تواصل القوات الجنوبية جهودها لبسط الأمن وحماية المدنيين في ظل التحديات الأمنية المتصاعدة.