إجراء مفاجئ يثير الجدل داخل أروقة الأمم المتحدة والسبب إيران

في خطوة مفاجئة أثارت ردود فعل واسعة، أعلنت الأمم المتحدة عن إجراء إداري ودبلوماسي غير معتاد يتعلق بالملف الإيراني، مما فجّر موجة من الجدل والانقسام داخل أروقة المنظمة الدولية وبين الدول الأعضاء.
216.73.216.139
وبحسب مصادر دبلوماسية مطلعة، فقد تم سحب أو تعليق عضوية أحد الممثلين الدائمين لإيران في لجنة رئيسية بالأمم المتحدة، دون توضيح رسمي علني من الأمانة العامة للمنظمة.
الإجراء، الذي تم اتخاذه بهدوء خلال جلسة مغلقة هذا الأسبوع، جاء على خلفية ما وصفته بعض الأطراف بـ"انتهاك قواعد العمل الدبلوماسي أو مخالفات تتعلق بالتواصل مع منظمات دولية".
تحركات فورية
في أول رد فعل رسمي، أعربت البعثة الإيرانية لدى الأمم المتحدة عن استغرابها الشديد من القرار، واعتبرته "غير مبرر، ويتعارض مع الأعراف الدبلوماسية المتبعة".
كما قدمت إيران مذكرة احتجاج رسمية، وطالبت بعقد جلسة طارئة لمراجعة الإجراء وتوضيح خلفياته القانونية، محذّرة من "تسييس الأجهزة الأممية وتحوّلها إلى أدوات ضغط تخدم أطرافًا معينة".
انقسام داخل المجلس
أثار الإجراء حالة من الانقسام داخل مجلس الأمن والجمعية العامة، حيث دعمت بعض الدول الغربية القرار واعتبرته "ضروريًا في ضوء ممارسات إيران الأخيرة في عدد من الملفات الحساسة"، لا سيما ملف حقوق الإنسان، والبرنامج النووي، والتصريحات الأخيرة التي أثارت قلقًا إقليميًا.
في المقابل، رفضت دول أخرى – بينها روسيا والصين وعدد من دول عدم الانحياز – هذا الإجراء، واعتبرته "سابقة خطيرة تمسّ مبدأ السيادة والمساواة بين الدول الأعضاء"، معربة عن خشيتها من أن يُستخدم كأداة للضغط السياسي.
تحذيرات من تصعيد دبلوماسي
يرى مراقبون أن هذه الخطوة قد تفتح الباب أمام أزمة دبلوماسية جديدة بين طهران والمنظمة الأممية، في وقت حساس يشهد تعثّر المفاوضات النووية، واشتداد التوتر في عدد من الساحات الإقليمية المرتبطة بالنفوذ الإيراني.
محللون سياسيون وصفوا الإجراء بأنه "رسالة سياسية مباشرة لإيران" من أطراف داخل المنظمة، مشيرين إلى أن هذا التحرك قد لا يكون معزولًا، بل مقدمة لضغوط دولية أوسع قد تشمل فرض قيود على مشاركة إيران في هيئات أخرى.
الأمم المتحدة تلتزم الصمت
حتى ساعة إعداد هذا التقرير، لم تصدر الأمانة العامة للأمم المتحدة بيانًا رسميًا يوضح طبيعة الإجراء أو أسبابه القانونية، مكتفية بالقول إن "الأمر قيد المناقشة الداخلية"، ما زاد من حالة الغموض والجدل حول دوافع القرار وتوقيته.
الإجراء المفاجئ ضد إيران داخل أروقة الأمم المتحدة يعكس تصاعد التوتر الدبلوماسي حول ملفات إقليمية ودولية شائكة، ويعيد طرح تساؤلات حول مدى توازن المنظمة الدولية في تعاملها مع الدول الأعضاء، ومخاطر تسييس المؤسسات الأممية في صراعات القوى الكبرى.
أقراأيضا:خلف الكواليس.. موقف عربي موحد يربك حسابات نتنياهو | المشهد اليمني