”الحشود المليونية مجرد تمثيلية!” – صحفي يمني يُفجّر مفاجآت عن الوضع الداخلي للحوثي

في تحليلٍ حاد وواضح، انتقد الصحفي اليمني نبيل الصوفي، الحشود الأسبوعية التي تنظمها جماعة الحوثي في ميدان السبعين بالعاصمة صنعاء، واصفًا إياها بـ"العرض المسرحي الهش"، لا تعكس شعبية حقيقية، بل تُظهر خوف الجماعة من الرأي العام، وانعدام الثقة في قدرتها على جذب التأييد الشعبي دون قمع أو ترهيب.
216.73.216.139
وقال الصوفي في تصريحات صحفية موسعة، إن "الحوثي نفسه لا يؤمن بما يروّج له من خلال هذه الفعاليات المليونية، وإلا لما لجأ إلى حملات أمنية متواصلة وممنهجة ضد المواطنين في مختلف المحافظات"، موضحًا أن الاعتقالات الجماعية والتحقيقات الأمنية التي تتم على خلفية "التواصل مع أشخاص خارج الحشد" هي دليل على أن الجماعة تعتمد على القوة والتخويف بدلًا من الاقناع والتفاعل الطوعي.
وأشار الصوفي إلى أن الجماعة اعتقلت خلال الشهرين الماضيين مئات من المواطنين اليمنيين، بذرائع تتعلق بالاتصال مع جهات خارجية أو معارضة، أو حتى مجرد تبادل آراء على منصات التواصل، مؤكدًا أن هذه الحملات تستهدف بشكل خاص المنتمين إلى حزب التجمع اليمني للإصلاح في محافظة إب، وقيادات وعناصر من حزب المؤتمر الشعبي العام في صنعاء، في محاولة لإجهاض أي تجمع شعبي قد ينافس النفوذ الحوثي.
وتساءل الصحفي: "لو كان الحوثي واثقًا من شعبيته، فلماذا لا يفتح ميدان السبعين أمام جميع الأطراف السياسية؟ لماذا لا يسمح بإجراء تجربة حضور حرة ونزيهة تُظهر حجم التأييد الحقيقي لأي فئة؟"، معتبرًا أن إصرار الجماعة على حصر الفعاليات الكبرى بمناصريها فقط، يكشف عن "خوف داخلي عميق من مواجهة الرأي العام، وخشية من فقدان الزخم الذي تبنيه بالتزام إجباري".
وأضاف الصوفي أن هذه "المهرجانات الكبيرة ليست سوى وسيلة لصرف الميزانيات العامة المنهوبة على لجان تنظيم موالية للحوثي، تُوظف لتأثيث المشهد الإعلامي، بينما يعاني المواطن من انهيار الخدمات وتفشي الفقر"، موضحًا أن ما يُنفق على هذه الفعاليات الضخمة يمكن أن يُستثمر في دعم المدارس والمستشفيات، لكنه يُستخدم فقط لتعزيز الدعاية السياسية للجماعة.
وفي جانب آخر من تصريحاته، تطرق الصوفي إلى التطورات الإقليمية، مؤكدًا أن "الضربات الإسرائيلية الدقيقة التي استهدفت مواقع تابعة للحوثيين مؤخرًا، كشفت هشاشة القيادة العسكرية والأمنية للجماعة، وأظهرت مدى اعتمادها على دعم خارجي غير مستقر"، مشيرًا إلى أن "الحوثي يعاني من انقسامات داخلية عميقة بين تيارات تسعى لتعزيز النفوذ الإيراني، وأخرى تُدار بشكل غير مباشر عبر مصالح إسرائيلية أو إقليمية، لا تسعى لتمكين الجماعة، بل لاستخدامها كأداة ضغط سياسي".
وأكد الصوفي أن "لا دولة تدعم الحوثي دعمًا كاملًا ومطلقًا، بل كل من يتعامل معها يفعل ذلك من منطلق مصالحه الخاصة، سواء كانت إيرانية، أو إقليمية، أو حتى ضمن حسابات دولية معقدة"، موضحًا أن هذا الواقع يُضعف الجماعة استراتيجيًا، ويجعلها أكثر تهافتًا في مواقفها، وأقل قدرة على بناء مشروع وطني حقيقي.
وختم الصوفي حديثه بالتشديد على أن "الحل في اليمن لا يمكن أن يأتي عبر مسرحيات سياسية أو استعراضات قوة، بل يتطلب شفافية، وانفتاحًا على جميع الأطراف، واحترامًا للإرادة الشعبية، بعيدًا عن القمع والتحريض"، داعيًا إلى إعادة بناء مؤسسات الدولة على أسس وطنية ونزيهة، تكون فيها حرية التعبير والتجمع حقًا دستوريًا لا يُستغل لأغراض حزبية أو أيديولوجية.