الأحد 14 سبتمبر 2025 11:05 مـ 22 ربيع أول 1447 هـ
المشهد اليمني
رئيس التحرير عبد الرحمن البيل
Embedded Image
×

أول تعلق للعلماء على إعلان روسيا اكتشاف علاج يقضي على السرطان بنسبة 100٪

الأحد 14 سبتمبر 2025 11:54 مـ 22 ربيع أول 1447 هـ
أول تعلق للعلماء على إعلان روسيا اكتشاف علاج يقضي على السرطان بنسبة 100٪

زعمت روسيا أنها نجحت في تطوير لقاح جديد ضد سرطان القولون والمستقيم، في خطوة وصفتها بأنها “اختراق علمي”، بينما أبدى خبراء دوليون تشكيكهم في مصداقية هذه المزاعم.

216.73.216.105

في تطور يثير جدلاً علمياً دولياً، أعلنت الوكالة الفيدرالية الروسية للطب والبيولوجيا (FMBA) عن إكمال تجارب ما قبل السريرية للقاح يُدعى "إنتروميكس" (Enteromix)، الذي يستهدف سرطان القولون والمستقيم، وهو أحد أكثر الأمراض السرطانية شيوعاً عالمياً. وفقاً لتقديرات منظمة الصحة العالمية والجمعية الأمريكية للسرطان، يُشخص هذا النوع من السرطان بحوالي 1.9 مليون حالة جديدة سنوياً على مستوى العالم، مع توقعات بأن يصل عدد الحالات الجديدة في الولايات المتحدة وحدها إلى نحو 154,270 حالة في عام 2025، مما يؤدي إلى أكثر من 52,900 وفاة، مما يجعله الثالث في ترتيب السرطانات الأكثر انتشاراً ومسبباً للوفيات.

أكدت رئيسة الوكالة، فيرونيكا سكوفورتسكا، خلال تصريحاتها الأسبوع الماضي، أن اللقاح – الذي يعتمد على تقنية الـmRNA المخصصة – أظهر فعالية تصل إلى 100% في التجارب ما قبل السريرية، مع قدرة على تقليص حجم الأورام جزئياً وإبطاء تقدم المرض بنسب تتراوح بين 60% و80%. تعتمد تقنية الـmRNA في اللقاحات السرطانية، كما هو معروف في الأدبيات العلمية، على ترميز جينات محددة لإنتاج بروتينات تُعرف باسم "الأنتيجينات الجديدة" (neoantigens)، والتي تكون فريدة للخلايا السرطانية. عند حقنها، توجه الـmRNA الخلايا الجسدية لإنتاج هذه البروتينات، مما يحفز الجهاز المناعي – خاصة الخلايا التائية – على التعرف عليها ومهاجمة الخلايا السرطانية المشابهة، كما شرحت دراسات نشرت في مجلات مثل "Nature" و"Science Translational Medicine". هذه النهج يشبه اللقاحات الـmRNA المستخدمة ضد كوفيد-19، لكنه مخصص لكل مريض بناءً على تحليل جينوم الورم.

ومع ذلك، أثارت التصريحات الروسية مخاوف بشأن الشفافية، حيث لم يتم توضيح ما إذا كانت التجارب أجريت على نماذج حيوانية أو في المختبر فقط، كما لم يُنشر أي بيانات علمية مفصلة حول آلية العمل أو النتائج، وفقاً لتقرير نشرته صحيفة "ديلي ميل" البريطانية. التجارب ما قبل السريرية، كما هو معروف في المجال الطبي، تشمل عادةً اختبارات في المختبر (in vitro) وعلى حيوانات (in vivo) لتقييم السلامة والفعالية الأولية، لكنها لا تكفي للانتقال إلى الاستخدام البشري دون تجارب سريرية متعددة المراحل، والتي تختبر السلامة والجرعات والفعالية على مجموعات بشرية متزايدة.

في تعليق للدكتور ديفيد جيمس بيناتو، الباحث في علم الأورام بكلية إمبريال كوليدج في لندن، أشار إلى أن النتائج – إذا كانت فعلاً من مرحلة ما قبل السريرية – تبدو مذهلة ومثيرة للاهتمام، وقد تمهد الطريق لعلاج واعد في المستقبل. ومع ذلك، شدد على أن اللقاح لم يخضع بعد لتجارب سريرية على البشر، مما يجعل الإعلان الروسي يتطلب تحققاً إضافياً. يظل الخبراء يؤكدون أن أي تقدم حقيقي يتطلب نشر بيانات موثوقة في مجلات علمية محكمة، وإجراء تجارب سريرية صارمة لضمان السلامة والفعالية، خاصة في ظل التقدمات العالمية في لقاحات السرطان الـmRNA، مثل تلك التي تجريها شركات مثل Moderna وBioNTech.

في الوقت الحالي، يُعتبر الإعلان الروسي خطوة محتملة نحو توسيع خيارات العلاج لسرطان القولون والمستقيم، الذي يعتمد حالياً على الجراحة والعلاج الكيميائي والإشعاعي والعلاجات المناعية، لكنه يحتاج إلى تأكيدات إضافية ليصبح جزءاً من الطب السريري.

موضوعات متعلقة