• الرئيسية
• المشهد المحلي

أثارت واقعة مفزعة استياءً واسعًا بين أهالي محافظة تعز، بعد أن كشف عدد من المواطنين عن اكتشاف سلك معدني داخل قرص روتي تم شراؤه من أحد محلات الخبز في حي الصليبية بوسط المدينة، ما أثار مخاوف جسيمة من تدنّي معايير النظافة والسلامة الغذائية في قطاع الخبز، الذي يُعدّ مكونًا أساسيًا في غذاء الأسرة اليمنية اليومية.

216.73.216.105

ووفقًا لشهادات المواطنين، فقد كانت السيدة "نادية عبده" (42 عامًا)، وهي أم لثلاثة أطفال، تُحضّر وجبة الإفطار لأسرتها عندما لاحظت وجود جسم غريب صلب وأسود داخل القرص، فتمكنت من استخراجه بحذر ليتبين أنه سلك معدني رفيع بطول حوالي 3 سم، يشبه السلك المستخدم في تركيب الأسلاك الكهربائية أو في الأدوات المنزلية. وقالت نادية : "لقد هزّني المشهد، لأنني كنت أقدم هذا الخبز لأطفالي الصغار، لو لم ألاحظ السلك لكانوا تناولوه مع الطعام، وقد يكون ذلك قد أدى إلى كارثة صحية لا تُحمد عقباها".

الواقعة، التي التقطت صورًا لها وتداولتها شبكات التواصل الاجتماعي بسرعة، أثارت موجة غضب عارمة بين أبناء المحافظة، حيث تكررت تقارير مشابهة في الأيام الماضية عن العثور على شظايا زجاج، وأسلاك، وحتى قطع بلاستيكية في أرغفة الخبز، لكن هذه الحالة هي الأولى التي يتم توثيقها بشكل واضح وانتشارها على نطاق واسع.

وأكد عدد من التجار والمواطنين أن المشكلة ليست عرضية، بل تدل على إهمال منهجي في عمليات الإنتاج والرقابة، مشيرين إلى أن العديد من مخابز المناطق الشعبية تعمل بدون رقابة صحية، وتستخدم أدوات غير مخصصة للخبز، كما أن بعض العمال لا يلتزمون بأبسط معايير النظافة، بل إن البعض يستخدمون أدوات معدنية مهترئة دون صيانة أو استبدال.

ودعت لجان مجتمعية ومجموعات حقوقية ونشطاء محليون، الجهات الرسمية المختصة — وعلى رأسها وزارة الصحة العامة والسكان، وهيئة المواصفات والمقاييس، ومحافظة تعز — إلى التدخل العاجل، وفتح تحقيق فوري وشامل في هذه القضية، وتحديد المسؤولين عن الإهمال، وتطبيق العقوبات الرادعة على أصحاب المخابز المخالفين، بما في ذلك إغلاق المخابز التي تثبت مخالفاتها، وفرض غرامات مالية كبيرة.

كما طالب المتضررون بإعادة هيكلة نظام الرقابة على مخابز الخبز، وإنشاء فرق تفتيش متنقلة تعمل بشكل يومي، مع تفعيل خط ساخن للمواطنين للإبلاغ عن أي مخالفات، ونشر نتائج التفتيش بشكل شفاف عبر المنصات الرسمية.

ومن جانبه، أكد مصدر في مديرية الصحة بمدينة تعز لـ"وكالة الأنباء اليمنية"، أن الإدارة "على علم بالواقعة، وشرعت فورًا في تشكيل فريق تفتيش عاجل للتحقق من المخابز المجاورة للمحل الذي تم فيه اكتشاف السلك، وستُصدر نتائج التحقيق خلال 48 ساعة".

وأضاف المصدر: "إن أي تقصير في مجال الأمن الغذائي هو خيانة للشعب، وسنحاسب كل من ثبت تورطه، سواء كان صاحب مخبز أو موظف رقابي".

وتشهد محافظة تعز، منذ سنوات، أزمة خبز متكررة بسبب تراجع الإنتاج، وارتفاع أسعار الدقيق، وضعف الرقابة، ما جعل المواطن يقبل على أي خبز متوفر، حتى لو كان ملوثًا، مما يزيد من خطورة مثل هذه الحوادث.

وفي ظل تردي الأوضاع الاقتصادية والإنسانية، يرى مراقبون أن هذه الواقعة ليست مجرد "خطأ تقني"، بل مؤشر خطير على انهيار كامل للمنظومة الصحية والرقابية، وضرورة تحويل قضية الخبز من مجرد "سلعة يومية" إلى "حق إنساني" يجب حمايته بقوانين صارمة ورقابة فعالة.