الثلاثاء 16 سبتمبر 2025 12:15 مـ 24 ربيع أول 1447 هـ
المشهد اليمني
رئيس التحرير عبد الرحمن البيل
Embedded Image
×

نتنياهو يعترف: إسرائيل تواجه عزلة دولية طويلة وسط اتهامات بالإبادة في غزة

الثلاثاء 16 سبتمبر 2025 01:26 مـ 24 ربيع أول 1447 هـ
نتنياهو
نتنياهو

في تحول لافت بالخطاب السياسي الإسرائيلي، أقرّ رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وللمرة الأولى منذ اندلاع الحرب على غزة قبل نحو عامين، بأن إسرائيل تواجه عزلة دولية متزايدة قد تستمر لسنوات، في ظل الضغوط العالمية المتصاعدة والتحذيرات الأممية من كارثة إنسانية وشيكة.

تصريحات نادرة من نتنياهو

216.73.216.105

جاءت تصريحات نتنياهو خلال مؤتمر نظمته وزارة المالية، حيث أكد أن على إسرائيل أن تتكيف مع واقع جديد يقوم على الاكتفاء الذاتي الاقتصادي وتقليل الاعتماد على التجارة الخارجية، مشيرًا إلى أن بلاده لم يعد أمامها خيار سوى الاعتماد على نفسها لمواجهة التحديات المقبلة.

ويُعتبر هذا الاعتراف من نتنياهو إشارة نادرة إلى حجم الغضب الدولي إزاء السياسات الإسرائيلية في غزة، خصوصًا مع استمرار العمليات العسكرية التي أوقعت آلاف الضحايا المدنيين، وأدت إلى تدمير واسع للبنية التحتية.

انتقادات دولية متصاعدة

تزامنت تصريحات نتنياهو مع تحذيرات متكررة من الأمم المتحدة ومنظمات حقوقية دولية، من أن الهجوم الإسرائيلي المرتقب على مدينة غزة سيؤدي إلى "مزيد من الموت والدمار" في وقت يعيش فيه القطاع تحت حصار خانق وظروف إنسانية بالغة الصعوبة.

كما تواجه إسرائيل اتهامات متزايدة بارتكاب إبادة جماعية بحق سكان غزة، وهي اتهامات تنفيها تل أبيب بشدة وتعتبرها جزءًا من "حملة تشويه" تستهدفها على الساحة الدولية.

رد المعارضة الإسرائيلية

في الداخل، لم تمر تصريحات نتنياهو مرور الكرام، إذ سارع زعيم المعارضة ورئيس الوزراء السابق يائير لابيد إلى مهاجمته، واصفًا حديثه عن دخول إسرائيل في عزلة دولية بأنه "جنون"، وأكد لابيد أن العزلة "ليست قدرًا محتومًا، بل نتيجة مباشرة لسياسات نتنياهو المعيبة والفاشلة"، محذرًا من أن استمرار النهج الحالي سيقود البلاد إلى أزمات أعمق سياسيًا واقتصاديًا.

أزمة اقتصادية محتملة

إقرار نتنياهو باحتمال عزلة طويلة الأمد يضع الاقتصاد الإسرائيلي أمام تحديات جسيمة، خاصة مع احتمال تراجع الاستثمارات الأجنبية، وتقلص الشراكات التجارية، وارتفاع كلفة الحرب المستمرة على غزة، وتشير تقديرات اقتصادية إلى أن استمرار الصراع بهذا الشكل قد يؤدي إلى خسائر بمليارات الدولارات، وانكماش في معدلات النمو خلال الأعوام المقبلة.

عزلة سياسية ودبلوماسية

إلى جانب الأضرار الاقتصادية، تواجه إسرائيل تحديات دبلوماسية غير مسبوقة، مع تصاعد الدعوات في عواصم غربية لفرض عقوبات، وازدياد الضغوط داخل أروقة الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة لإجبار تل أبيب على وقف عمليتها العسكرية، كما شهدت عدة دول حول العالم مظاهرات حاشدة تندد بسياسات إسرائيل في غزة، ما يعكس تراجع صورتها على المستوى الشعبي الدولي.

مستقبل الحرب والعلاقات الدولية

تثير هذه التطورات تساؤلات جوهرية حول مستقبل الحرب على غزة، ومدى قدرة إسرائيل على مواجهة الضغوط المتزايدة دون إحداث تغيير في مسارها العسكري والسياسي، وبينما يصرّ نتنياهو على المضي في العمليات العسكرية حتى "تحقيق أهدافها"، يرى مراقبون أن العزلة الدولية قد تعيد تشكيل أولويات السياسة الإسرائيلية، وتدفعها عاجلًا أم آجلًا نحو حلول تفاوضية.

المشهد الأخير

إقرار نتنياهو بالعزلة التي تعيشها إسرائيل يعكس حجم المأزق السياسي والدبلوماسي الذي وصلت إليه الحكومة الإسرائيلية بعد ما يقرب من عامين من الحرب في غزة، وبينما تحاول تل أبيب الظهور بمظهر الدولة القادرة على الاعتماد على نفسها، تبقى التحديات الاقتصادية والضغوط الدولية مرشحة للتصاعد، ما قد يضع مستقبل القيادة الإسرائيلية على المحك.

موضوعات متعلقة