الخميس 18 سبتمبر 2025 11:03 مـ 26 ربيع أول 1447 هـ
المشهد اليمني
رئيس التحرير عبد الرحمن البيل
Embedded Image
×

”تعز تُشعل فتيلها من جديد… وهذه المرة، ليس من الجبهات، بل من أمام مبنى المحافظة!”

الجمعة 19 سبتمبر 2025 12:38 صـ 27 ربيع أول 1447 هـ
نصب خيام بتعز
نصب خيام بتعز

في خطوة تصعيدية غير مسبوقة، نصب مواطنون وعمال وموظفو صندوق النظافة والتحسين في محافظة تعز، صباح اليوم، أول خيمة اعتصام أمام مبنى المحافظة، إيذاناً ببدء حراك شعبي مفتوح يطالب بالعدالة ومحاسبة المتورطين في جريمة اغتيال الأستاذ أفتهان المشهري، مدير عام الصندوق، الذي لقي مصرعه قبل أيام في ظروف لا تزال غامضة وتثير غضب الشارع التعزي.

216.73.216.103

وقال القائمون على الاعتصام إن خيمتهم التي أطلقوا عليها اسم "خيمة العدالة"، تأتي كخطوة أولى في سلسلة من الإجراءات التصعيدية التي سيتخذونها في حال لم تستجب السلطات لمطالبهم العادلة، والتي تتمحور حول ثلاثة محاور رئيسية:

أولاً: القبض الفوري على المطلوبين في قضية اغتيال الأستاذ أفتهان المشهري، الذي وصفوه بـ"الشهيد النظيف" الذي كان يمثل رمزاً للنزاهة والعمل الخدمي في مدينة تعاني من تراكمات النفايات وانهيار البنية التحتية.

ثانياً: إقالة المسؤولين الثلاثة الذين يحملهم المعتصمون مسؤولية التقصير أو التواطؤ في الجريمة، وهم: نبيل شمسان، وخالد فاضل، ومنصور الأكحلي، مشددين على أن بقاء هؤلاء في مناصبهم يُعد "إهانة للشهداء وتشجيعاً للإفلات من العقاب".

ثالثاً: تحذير صريح للسلطة المحلية والقيادة السياسية، حيث دعا المعتصمون الدكتور رشاد العليمي، رئيس مجلس القيادة الرئاسي، إلى التدخل العاجل والاستماع لمطالب أبناء تعز، محذرين من أن "عدم الاستجابة سيدفع أبناء المحافظة إلى الانتفاضة في ثورة شعبية عارمة" قد تطيح بكل مكتسبات المرحلة وتُعيد تعز إلى مربع الفوضى والصراع.

وأكد المعتصمون أنهم لن يغادروا خيمتهم حتى تحقيق مطالبهم، معلنين عن توسيع الاعتصام خلال الساعات القادمة ليشمل فئات أوسع من المجتمع التعزي، بما في ذلك نقابات العمال، ومنظمات المجتمع المدني، والشخصيات الاجتماعية والسياسية.

وشهدت الخيمة في الساعات الأولى من نصبها تدفقاً كبيراً من المواطنين والناشطين، الذين عبروا عن تضامنهم مع مطالب المعتصمين، ورفعوا لافتات كُتب عليها: "الدم لا يُشترى.. والقاتل لا يُسامح"، و**"يا عليمي.. تعز تناديك قبل فوات الأوان"، و"إما العدالة.. أو الثورة"**.

ويأتي هذا الاعتصام في ظل حالة من الغضب الشعبي المتصاعد في تعز، التي تعيش أوضاعاً معيشية وخدمية متردية، وتتطلع إلى قيادة حازمة تضع حدّاً للفساد والإفلات من العقاب، خاصة في قضايا القتل السياسي التي باتت تهدد أمن واستقرار المحافظة.

ومن المتوقع أن تشهد الساعات المقبلة تصعيداً في وتيرة الاحتجاجات، في حال لم تتخذ السلطات إجراءات فورية وملموسة تجاه القضية، في خطوة قد تعيد تعز إلى واجهة الأحداث الوطنية، ليس كمدينة منكوبة فقط، بل كحاضنة لثورة شعبية جديدة تطالب بالحق والعدالة.

اغتيل الأستاذ أفتهان المشهري، مدير عام صندوق النظافة والتحسين في محافظة تعز، في ظروف غامضة أثارت جدلاً واسعاً، وسط اتهامات شعبية لجهات نافذة بالتستر على القتلة أو التورط في الجريمة. وكان المشهري قد اشتهر بصرامته في مكافحة الفساد داخل الصندوق، ورفضه التدخلات السياسية في عمله، ما جعله عرضة للتهديدات قبل أن يُغتال بطريقة تشبه عمليات الاغتيال السياسي الممنهج.

موضوعات متعلقة